للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحيَى بِفَتْح أوَّلها وحَكَى عَن الأصمَعي طُغْيَا بِضَم الأول وَقَالَ يُقال طَغَتْ تَطْغَى طَغْياً - إِذا صاحَتْ وَأنْشد لأُسامةَ الهُذَلي:

(وإلَاّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ ... وطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ النَّاشطِ)

وَقَالَ الْفَارِسِي: وَمَا جَاءَ من المَصادِر على فُعْلَى فنحوْ البُشْرَى والرُّجْعَى والزُّلْفَى والشُّورَى وَمَا جَاءَ مِنْهُ من الصِّفات فنحو حُبْلَى وخُنْثَى وأُنْثى ورُبَّى وَمِمَّا جَاءَ من الأبنِية المختَصَّة للتأنيث على غير هَذِه الزِّنَة قولُهم أَجَلَى ودَقَرَى ونَمَلَى وبَرَدَى - وَهِي أسماءُ مواضِعَ وَقَالُوا بَرَدَى وبَرَدَيَّا والصِّفة نَحْو جَمْزَى وبشَكَى ومَرَطَى وَقَالُوا نَاقَة مَلَسَى وزَلَجَى - وهما السريعتان وَكَذَلِكَ شُعَبَى وأُدَمَى - لمكانين وَقد قدمتُ جُمْهُورَ هَذِه الأوزان فِي الْمَمْدُود والمقصور فالألف فِي هَذِه الْأَبْنِيَة لَا تكونُ إِلَّا للتأنيثِ وَلَا تكون للاِلْحاق لِأَن الْأُصُول لم تَجْرِ على هَذِه الْأَمْثِلَة فَيَقَع الالحاقُ بهَا

١ - بابُ مَا جَاءَ على أَرْبَعَة أحرُفٍ مِمَّا كَانَ آخِرُه ألِفاً من الأبْنِية المشتَرَكة للتأنيث وَلغيره وَذَلِكَ بناآنِ أَحدهمَا فَعْلَى والآخَرِ فِعْلَى

أمَّا فَعْلَى فَتكون ألفُها للاِلحاق وللتأنيث فمما جَاءَ ألِفُه للاِلْحاق وَلم يُؤنَّث قَوْلهم الأرْطَى فِيمَن قَالَ أدِيم مَأْرُوط وانصَرف فِي النَّكِرة لِأَن ألِفَها لغير التَّأْنِيث وَلذَلِك قَالُوا أرْطاةق فألْحقُوا التاءَ فَلَو كانتْ للتأنيث لم تدخُلْه التاءُ أَلا تَرَى أَنه لَا يجتمعُ فِي اسمٍ عَلامتانِ للتأنيث فكلُّ مَا جَازَ دُخُول التَّاء عَلَيْهِ من هَذِه الألفاظِ عُلمِ أَنَّهَا للاِلْحاق دُونَ التَّأْنِيث ومثلُ الأرْطى فِيمَا وصَفْت لَك العلْقَى لأَنهم قد قَالُوا علْقاةُ وزَعم أَن بعض الْعَرَب أنَّث العَلْقَى وأنّ رُؤْبَة لم ينوِّنه فِي قَوْله:

(فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ ... )

ومثلُ ذَلِك تَتْرَى وَهُوَ فَعْلَى من المُواتَرَة وأُبْدِلت من واوها التاءُ كَمَا أُبدِلتْ فِي تُرَاثٍ وتُخَمَة قَالَ الْفَارِسِي: الْوَجْه عِنْدي تركُ الصَّرْف كالدَّعْوَى والنَّجْوَى لِأَن الْألف للاِلْحاق لم تدخُلِ المَصادِرَ وَقد كَثُر دُخولُ ألف التأنيثِ على المَصَادر فِي هَذَا البِناء وغيرِه فَإِذا كانتِ الألفُ فِي فَعْلَى وَلم تكن للالحاق فإنَّ البِناءَ الَّذِي هُوَ فِيهِ على ضَرْبين أحدُهما أَن يكونَ اسْما غيْر وَصْف والآخَرُ أَن يكون وَصْفاً فالاسمُ الَّذِي هُوَ غيْرُ وصف على ضَرْبَيْنِ اسمٌ غيْرُ مصدَر واسمٌ مصدَرٌ وَهَذِه كلُّها قِسْمة الفارسِيّ فالاسمُ الَّذِي لَيْسَ بمَصْدَر نَحْو سَلْمَى ورَضْوَى وجَهْوَى وعَوَّا - لاسم النَّجْم وشَرْوَى - لمثل الشيءِ وَقَالُوا فِي اسْم مَوضِع سَعْيَا قَالَ أَعنِي الْفَارِسِي: وَفِيه عنْدي تَأوِيلانِ أَحدهمَا أَن كيون سُمِّي بوصْف أَو يكون هَذَا فِي بَاب فُعْلَى كالقُصْوى فِي بَابه فِي الشُّذُود وَهَذَا كأنَّه أشبَهُ لأنّ الأعْلام تُغَيَّر كثيرا عَن أحْوالِها أَعنِي عَن أحوالِ نَظائِرها فَأَما الاسمُ الَّذِي هُوَ مَصْدَر من

<<  <  ج: ص:  >  >>