مربوعةٍ يعنيِ كَمْأة أَصَابَهَا مطرُ الرَّبِيع وَقَوله رِبْعِيّة منسوبة إِلَيْهِ وَقَوله قد لَبَاْتُها يُرِيد قد أطْعَمْتُها فِي أوَّل نَبَات الكَمْأة فَجَعَلَها كاللَّبَا لِأَن اللِّبَأَ أوَّلُ اللَّبَنِ وَقَوله بِكَفَّيَّ أَي جَنَيْتُها بِكَفَّيَّ ونَاوَلْتُهُم إِيَّاهَا بهما وسَفَراً منصوبٌ على الظَّرْفِيَّة وسَفْراً منصوبٌ على التَّعَدِّي أَبُو حنيفَة وَيُقَال طَلَعَ الصُّبْحُ وبدا وعَلَا غَلَبَ وظَهَرَ على اللَّيْل وتَنَفُّسُ الصُّبْح انْصِداعُه وانْفِجَارهُ وَقيل بل هُوَ تَنَسُّم أرْوَاحِهِ وَقبل بل هُوَ عُلُوُّه وارتِفَاعُه ابْن دُرَيْد أفْضَحَ الصُّبْح وفَضَّحَ بدا فِي سَوَادِ اللَّيْلِ غَيره السُّعْرُورةُ الصُّبْح وَقد تقدَّم أَنَّهَا مَا يَدْخُل فِي البيتِ من الشَّمْس وضَوْءِ الصُّبْح ويقالُ لِليْل إِذا تَفَجَّرَ فِيهِ الصُّبْحُ أدْرَعَ صَاحب الْعين يُقَال للصُّبْح أقْرَحُ للونه لِأَنَّهُ بياضٌ فِي سَواد واللَّيَاحُ الصُّبْحُ وَقد تقدَّم أَنه الثَّوْر الأبيضُ وَأَنه مِمَّا يُبَالَغُ بِهِ يُقَال أبْيَضُ لَيَاحٌ والمُغْرِبُ الصُّبْح لبَيَاضِهِ
٣ - (صفة النَّهَار وأسماؤه)
ابْن السّكيت نَهَارٌ وأنْهِرَةٌ ونُهُرٌ وَأنْشد
(لَوْلَا الثَّرِيدان لَمُتْنَا بالضُّمُرْ ... ثَرِيدُ لِيْلِ وثَرِيدٌ بالنُّهُرْ)
وَأنكر بَعضهم جمعَ النهارِ ابْن جني القياسُ يوجبُ تَرْكَ جمع النَّهار من حَيْثُ كَانَ جِنْساً جَارِيا مجْرى المصادِر ونقيضُه الليلُ وقياسُه أَن لَا يُجْمَعَ أَيْضا قَالَ الْفَارِسِي فِي قَوْله
(إنَّي إِذا مَا اللَّيْلُ كانَ لَيْلَيْنِ ... وَلَجْلَجَ الحادِي لِسَانَيْنِ اثْنَيْن)
فَإِنَّمَا ثناه من حيثُ أوْقَعَ اسمَ الْكل على الْبَعْض كَمَا يُرَدُّ الجنْسُ إِلَى النَّوْع فِي قَوْله قُمْتُ قِيَامَيْنِ وانْطَلَقْتُ انْطِلَاقَيْن وأكثرُ النَّاس على الِامْتِنَاع من جَمِيع النَّهَار لما ذكرنَا وَمِنْه عندنَا قَول الله سُبْحَانَهُ {وإنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُصْبِحِينَ وبِاللَّيْلِ} {الصافات ١٣٧} فَهَذَا أَيْضا على إِيقَاع اسْم الْكل على الْبَعْض لأَنهم لَا يَمُرُّون عَلَيْهِم جميعَ مَا فِي الْوَهم من الليلِ وَهَذَا مُحَالٌ فالموضعُ إِذا مَوضِع مَجاز فَقَوْل سِيبَوَيْهٍ سير عَلَيْهِ اللَّيْلَ والنهارَ هُوَ مِمَّا أُوقِعَ فِيهِ اسْمُ الكُلِّ على البَعْضِ ابْن دُرَيْد نَهَارٌ أنْهَرُ كَلَيْلِ أَلْيَلَ قَالَ الْفَارِسِي وَرجل نَهِرٌ مسنوب إِلَى النَّهار على غير صِيغةِ النَّسَبِ المُعْتَاد وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(لِسْتُ بِلَيْلَيِّ ولِكِنِّي نَهِر ... )
ابْن السّكيت أتيتُه غُدْوَةَ بِغَيْر إِجْرَاء وَهُوَ مَا بَين صلاةِ الغَدَاة إِلَى طُلُوع الشمسِ ابْن الْأَعرَابِي الغُدُوِّ جمعُ غُدءوَةٌ ثَعْلَب هُوَ اسْمٌ للْجمع صَاحب الْعين غُدْوَةٌ وعُدِّي وغَدَاةٌ وغَدَواتٌ ابْن السّكيت إِنِّي لآتيةِ بالغَدَايا والعَشَايا والغَداةُ لَا تُجْمع على غَدايا وَلَكِن قَالُوهُ اتبَاعا للعشايا فَإِذا أفْرَدُوهُ وَلم يَقُولوا الغَدَايا أَبُو زيد غَادَيْتُه وغَدَوْتُ عَلَيْهِ غَدْواً واغْتَدَيْتُ وأتَيْتُه غُدَيَّاناتٍ على غير قِيَاس كغُشَيَّانَاتٍ ابْن السّكيت البُكْرَة نَحْوها وَإِنِّي لآتيه فِي البُكْرَةِ وبَكَراً وأتاني غُدْوَةَ بَكَراً قَالَ سِيبَوَيْهٍ لَا يكون إِلَّا ظرفا أَبُو عبيد أبْكَرْتُ الوِرْدَ والغَدَاء وبَكَرْتُ على الحاجةِ وأبْكَرْتُ غَيْرِي أَبُو زيد بَكَرْتُ على الْحَاجة وإليها أبْكُرُ بُكُوراً وابْتَكَرَتُ وباكَرْتُه مُبَاكَرَةً أتيتهُ بُكْرَةً وبَكَّرْتُ الرجلَ على أصحابِهِ وأبْكَرْتُه عَلَيْهِم جَعَلْتُه يُبْكر عَلَيْهِم والإبْكار اسْم للبُكْرَة كالإَصْبَاح أَبُو عبيد بَكَرْتُ على الشيءِ وبَكَّرْتُ وأبْكَرْتُ ورَجُلٌ بَكْرٌ إِذا كَانَ صَاحب بُكُورٍ قَوِيًّا على ذَلِك وَلَا يُقَال بَكُرَ الرجلُ إِذا بَكَّر ابْن السّكيت رجل بَكِرٌ فِي الحاجةِ وبَكُرٌ أَبُو زيد لقيتُ سَفَراً وَهُوَ مَا بَيْنَ الغُدْوة إِلَى طُلُوع الشَّمْس صَاحب الْعين طَفَلٌ الغَدَاة من لَدُن ذُرُورِ الشمسِ إِلَى اسْتِمْكَانِهَا فِي الأَرْض ابْن السّكيت فَإِذا طَلَعَت الشمسُ فأنْتَ مُشْرِقٌ إِلَى ارتْفَاعِ النهارِ يَعْنِي اعْتِلَاءَهُ قَالَ وأوَّلُ النهارِ من طُلُوع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute