(بَلْ ذَات أُكْرُومةٍ تَكَنَّفها ... الأَحْجارُ مَشْهُورة مواسِمُها)
وَقَالَ: الأحجارُ صَخْر وجَنْدلٌ وجَرْوَل بَنُو نَهْشَل فسمَّاهم بالأحجار من حيثُ كانُوا مسمِّيْنَ بأسمائِها كَمَا أُنِّثَت هَذِه الأسماءُ لتأنيث اللَّفْظ لَا لِمَعْنى غيرِه
١ - هَذَا بَاب مَا دخَلَته التاءُ من صِفَات المذَكّر للمُبالغة فِي الْوَصْف لَا لِلْفرق بَين المذَكَّر والمؤَنَّث
وَذَلِكَ قولُهم رجُل علَاّمَةٌ ونَسَّابةٌ وسَأَّلةٌ وراويَةٌ وَلَا يجُوز لهَذِهِ التَّاء أَن تدخُلَ فِي وَصْف من أوْصافِ اللهِ تَعَالَى وَإِن كَانَ المرادُ المبالغةَ وَقَالَ أَبُو الْحسن: فِي قَوْلهم رَجُل فَروقةٌ ومُلُولةٌ وحَمْولةٌ ألحَقُوها الْهَاء للتكْثيرِ كنَسَّابة وراوية وَقد لَحِقت تاءُ التأنيثِ حيثُ لم تلحقِ الكلمةَ تأنيثاً وَلم تَفْصِل وَاحِدًا من جِنْس وَلم تَفْصِلْ تأنيثاً من تذكير كامْرئِ وامرأةٍ وَلم تَجْر صِفةً على فِعْل وَذَلِكَ قَوْلهم فِي جَمِيع حَجَر حجَارَة وذَكَر ذِكَارة وجَمَل جِمَالَة وقُرِئ: {كأنَّه جِمَالةٌ صُفْرٌ} وَدخلت أَيْضا فِي فُعُولة الَّتِي يُراد بهَا الجمعُ وَذَلِكَ قَوْلهم عَمُّ وعُمُومة وخَالٌ وخُؤُولة وصَقْر وصُقورةٌ وَكَذَلِكَ أفْعِلةٌ مثل أجْرِبة وجَرِيب وخَصِيّ وخَصْية وغِلْمة وجِيْرَةٍ وَهَذَا كياءي النَّسب فِي قُرَشيٍّ وقُمْرِيٍّ ويَمَانِيٍّ جَاءَت فِي الْبناء غير دَالَّة على مَا تدُلُّ عَلَيْهِ فِي الْأَمر العامّ من النَسب
١ - بَاب مَا جَاءَ من الْجمع المبنِيّ على مِثَال مَفَاعِلَ فَدَخَلَتْه تاءُ التانيثِ وَذَلِكَ على أَرْبَعَة أضْرب
فَمن قَالَ مَا يدلُّ لَحَاقُها بِهِ على النَّسَب وَذَلِكَ قَوْلهم المَهَالبِبَة والمَنَاذِرة والأَشاعِرة فجَاء جمعهُ المكَسَّر على حدِّ مَا جَاءَ المُصَحَّحُ وَذَلِكَ أَنهم لمَّا كَانُوا يَقُولُونَ الأشْعَرُون فَيجْمَعُونَ بحدف الياءِ كَأَنَّهُ جمعُ أشْعَرَ لَا أشْعرِيٍّ كُسِّر عَلَيْهِ فجلَّ التَّأْنِيث على هَذَا الْمَعْنى من النَسب وَمن هَذَا عِنْدي فارسيُّ وفُرْس قَالَ ابْن مقبل:
(طافَتْ بِهِ الفُرْس حَتَّى بَذَّ ناهِضُها ... )
وَمن ذَلِك مَا دخَل على الأعجمِيَّة المعرَّبة نَحْو الأَشاعِثَة والسَّيابْجَة والمَوَازِجة والجَوَارِبة وَقَالُوا صَيْقَل وصَيَاقِلة وقَشْعم وقَشاعمة فَدخلت الْهَاء الاسمَ على غير هذَيْن الوجْهَين وَإِن شِئْت حذفتَ الهاءَ فَقلت الأشاعِث والسَّيابج كَمَا تَقول الصَّياقِل وَمن ذَلِك أَن تَدْخُل الْهَاء فِي هَذَا الْمِثَال من الْجمع عِوَضاً من الْيَاء الَّتِي تَلْحَق مثالَ مَفاعِلَ وَذَلِكَ نَحْو فِرْزانِ وفَرَازِنَة وجَحْجَاحٍ وجَحَاجِحة وزِنْدِيق وزَنادِقَة فالهاء فِي هَذَا الْبَاب لازمةٌ لَا تُحذف لِأَنَّهَا تُعاقِب الياءَ الَّتِي فِي الجَحَاجيح فَإِن حذفت أتيت بِالْيَاءِ لِأَنَّهُمَا يَتَعاقَبان وَإِنَّمَا اجْتَمَعتِ النسبةُ والعُجْمة فِي لَحَاقِها لَهما فِي أشاعِثَة ومَوَازِجَة لاتِّفاقهما فِي النَّقْل من حالٍ إِلَى حَال لم يَكُونَا عَلَيْهَا فالنذضسب قد صَار الاسمُ فِيهِ وصْفاً بعد أَن لم يكن كَذَلِك وَلَيْسَ ذَلِك لاتِّفاق العُجّمة والتأنيث فِي المَنْع من الصَّرف أَلا ترى أَن العُجْمة فِي أَسمَاء الْأَجْنَاس لَا تمنعُ الصَّرف وَهَذِه الأعجميَّة الداخِلةُ فِي هَذَا الْبَاب أسماءُ أَجنَاس
١ - بَاب مَا أنِّثَ من الْأَسْمَاء من غيرِ لَحَاقِ علامةٍ من هَذِه العلاماتِ الثَّلاث وَهُوَ على ثَلَاثَة أضْرب
من ذَلِك مَا اختَصَّ مُؤَنَّثُه باسمٍ انْفَصل بِهِ من مذكَّره وَكَذَلِكَ مذكَّره جُعِل لَهُ اسمٌ يَخْتصُّ بِهِ وَذَلِكَ نحوُ حَمَل ورِخْل وجَدْيٍ وعَنَاقٍ وتَيْس وعَنْزٍ وَقَالُوا ضَبْع للأُنثى والذَّكَر ضِبْعانٌ وَلم يَقُولُوا ضَبُعة وَقَالُوا حِمَار وأتَانٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute