للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي هِجَانٍ فِي الْجمع غيرُ الَّتِي فِي الواحِد وَكَذَلِكَ الضمَّةُ الَّتِي فِي الفُلْك وَكَذَلِكَ الَّتِي فِي ترخيم مَنْصُور على [ ... .] كَذَلِك الجِيَضُّ والجِيَضَّى استئنافُ بِناءٍ للكلمة لَيْسَ على حدِّ قائِم وقائمة وذكلك الغُلُبَّة والغُلُبَّى والبَيِّنُ فِي هَذَا والقياسُ مَا فُعِل بأحَد حَيْثُ أُرِيد تأنيثُه قَالُوا إحْدَى فغيَّرُوه عَن بناءِ واحدِه وَقد جَاءَت هَذِه التاءُ مبنِيًّا عَلَيْهَا بعضُ الكَلِم وَذَلِكَ قَوْلهم عَبَايَة وعَظَاية وعِلَاوة وشَقاوةٌ يدُلّ على ذَلِك تصحيحُ الْوَاو والياءِ وَهَذَا فِي البِناء على التأنيثِ كَقَوْلِهِم مِذْرَوانِ وثِنَايانِ فِي الْبناء على التثنيَةِ وَقد جَاءَ حرفان لم تَلْحق التاءُ فِي تثنِيتهما وَذَلِكَ قولُهم خُصْيانِ وَالْيانِ فَإِذا أفردُوا قَالُوا فِي الْوَاحِدَة خُصْيةٌ وألْية وَأنْشد أَبُو زيد:

(تَرْتَجُّ ألْياةُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ ... )

وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:

(كأنَّ خُصْييْهِ من التَّدَلْدُلِ ... ظَرْفُ عَجُوزٍ فِيهِ ثِنْتَا حَنْظَلِ)

بَاب دُخُول التَّاء للفَرْق على اسمَيْن غير وَصْفين فِي التأنيثِ الحقيقِي الَّذِي لأُنْثاه ذَكَر

وَذَلِكَ قولُهم امْرُؤ للمذَكَّر وامرأةٌ للمؤَنَّث وَهَذَا الاسمُ يُستَعْمَل على ضَرْبَيْنِ: أحدُهما أَن تلحَقَ أوَّلَه همزةُ الوصْل وَالْآخر أَن لَا تَلْحقَه فمثال نَحْو امْرِئ وامْرَأةٍ وَفِي التَّنْزِيل: {إِن امْرُؤٌ هَلَكْ} [النِّسَاء: ١٧٦] {وَإِن امْرَاةٌ خافَتْ من بَعْلِها} [النِّسَاء: ١٢٨] والآخَرِ مَرْءٌ ومَرْأة وَفِي الْقُرْآن: {يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبه} [الْأَنْفَال: ٢٤] وعَلى هَذَا قَالُوا مَرْأة فَإِذا خَفَّفوا الْهمزَة فَالْقِيَاس مَرَة وَقد قَالُوا المَرَاة فَإِذا ألحقُوا لامَ المَعْرفة استعمَلُوا مَا لم تَلْحَق أوَّلَه أوَّلَه همزةُ الْوَصْل فَقَالُوا المَرْءُ والمَرْأة ورفَضُوا مَعَ الْألف وَاللَّام اللُّغة الأُخْرَى والسنَد قولُه تَعَالَى: {بيْنَ المرِء وقَلْبِه} [الْأَنْفَال: ٢٤] قَالَ الشَّاعِر:

(والمَرْء يُبْلِيه بَلَاءَ السِّرْبالْ ... )

وَقَالَ الآخَرُ:

(فإنَّ الغَدْرَ فِي الأَقْوامِ عارٌ ... وإنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ)

وَقَالَ آخر:

(يَظَلُّ مَقالِيتُ النِّساءِ يَطَأْنَهُ ... يَقُلْنَ ألَا يُلْقَلى على المَرْءِ مِئْزَرُ)

وكأنَّهم رَفَضوا ذَلِك لمَا يَلْزَم من التقاء الساكنْينِ فِي أوَّل الاسْم فاجتَزَؤُا باللغة الأُخْرَى عَن هَذِه وَقَالَ الفرَّاء: كَانَ النحويُّون يقولُون امْرأة فَإِذا أدْخَلوا الألِفَ واللامَ قَالُوا المَرْأةَ وَهُوَ وجْه الْكَلَام قَالَ: وَقد سمِعتها بِالْألف واللامِ الاِمْرأة وَلَعَلَّ هَذَا الَّذِي سَمِعه مِنْهُ لم يكُنُ فَصيحاً إلَاّ قولَ الْأَكْثَر على خِلافَه وَمن ذَلِك قَوْلهم الشَّيْخ والشَّيْخة وَقَالَ عبِيد:

(كأنَّها شَيْخةٌ رَقُوبُ ... )

وَقَالُوا غُلامٌ وغُلَامةٌ وأنشدوا:

(ومُرْكِضةٌ ضَرِيحِيٌّ أبُوهَا ... يُهَانُ لَهَا الغَلَامةُ والغُلامُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>