صَحَّت فِي آيِس كَمَا أَنَّهَا لمّا صَحَّت فِي عَوِر وصَيِدَ صَحَّت فِي عاوِر وصايِد فَإِن قيل ولِمَ صحت العينُ فِي آيِست حَتَّى دَعَا ذَلِك إِلَى تصحيحها فِي أيِس فَالْجَوَاب أَن أَيِسْت مقلوبٌ على مَا تقدم من يَئِسْت فَكَمَا صَحَّت فَاء يَئِست صَحَّحوا عينَ أَيِسْت إشعاراً بالقَلْب عَنْهَا وأنَّ عينَها فاءُ يَئِست وَتلك لَا تَعْتَلُّ فأَيِسْت على هَذَا عَفِلت، عَليّ، إِنَّمَا قَالَ فِيمَن رَوَاهُ هَكَذَا لِأَن الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة بيائِس، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ، يَئِس يَيْأس ويَيْئِس ويَئِسُ وَلَا نظيرَ لَهُ فِي بَنَات الْيَاء وَالْوَاو مِمَّا يَأْتِي على يَفْعِل، قَالَ، والمصدر مِنْهُ اليَأْس واليَاسَة وَإِنَّمَا حَذَف ويَئِسُ كراهةَ الكَسْر مَعَ الْيَاء وَقد أيْأَسْته من ذَلِك الْأَمر وَلم يَعُدُّو المقلوب فِيمَا حَكَاهُ أَبُو عَليّ، أَبُو زيد، رجل يَؤُوسٌ ويَؤُسٌ، ابْن السّكيت، قَنِطَ الرجُلُ وقَنَط يَقْنِطُ - يَئِس، أَبُو عبيد، يَقْنِط ويَقْنُط وَالِاسْم القَنَط والقُنُوط، أَبْلَس الرجُل - يَئِس وإبْلِيسُ مشتَقٌّ مِنْهُ لِأَنَّهُ أُويِسَ من رَحْمَة الله، أَبُو زيد، طابَتْ نَفسِي عَن ذَلِك تَرُكاً وطابَتْ عَلَيْهِ إِذا وافَقَك، ابْن السّكيت، وقولُهم للشَّيْء إِذا يُئِسَ مِنْهُ وُضِعَ على يَدَيْ عَدْل هُوَ العَدْل بنُ جَزْءِ بنِ سَعْدِ العَشِيرةِ وَكَانَ قد وَلِيَ شَرطَ تُبَّعٍ فَكَانَ تُبَّعٌ إِذا أَرَادَ قَتْل رجُل دَفَعه إِلَيْهِ فَقَالَ النَّاس وُضِعَ على يَدَيْ عَدْل، ابْن جنى، يُقَال للشَّيء إِذا يُئِسَ مِنْهُ صَرِيم سَحْر.
٣ - (دُخُول الْإِنْسَان فِيمَا لَا يَعْنِيه)
أَبُو عبيد، رجل مِعَنٌّ - يَعْرِض فِي كل شيءٍ ويَدْخُل فِيمَا لَا يَعْنِيه، قَالَ، وَهُوَ تَفْسِير قَوْلهم بِالْفَارِسِيَّةِ أنْدَرُويَسْت، ابْن دُرَيْد، إِنَّه ليَأخُذ فِي كُلِّ عَنٍّ وفَنٍّ وسَنٍّ وَأنْشد أَبُو عبيد: إنَّ لنا لَكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه وَقَالَ، المِتْيَحُ كالمِعَنِّ، ابْن دُرَيْد، وَهُوَ التَّيَّاح والتَّيَّحان والتَّيَّحَان، قَالَ أَبُو عَليّ، وَلَيْسَ لَهُ نَظِير، وَلَيْسَ لَهُ نَظِير إِلَّا حرفانِ رجل هَيِّبانٌ وَفرس شَيَّآنٌ قَالَ وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا الحرفُ وَأنْشد غَيره: وزَبُّوناتِ اَشْوَسَ تَيِّحانِ أَبُو زيد، رجُل مِتْيَح - كَثِير تنقُّل القَلْب وتقلُّبه وَبِه قيل للَّذي لَا يزَال يقَعُ فِي بَلِيَّة مِتْيَح وَمِنْه قَلْب مِتْيَح - مائِل إِلَى كلِّ شيءٍ، ابْن دُرَيْد، رجل مِعْنَجٌ - يَعتَرِض الأمُور، ابْن الْأَعرَابِي، الضيأَزُ - الَّذِي يَقْتَحِم الأُمُور، وَقَالَ، أَنا حُدَيَّا النَّاس - أَي أَتَحدَّاهم وأتعرَّصُ لَهُم، وَقَالَ، رجل مُقْدَعِرُّ - مُتَعَرِّض لحَدِيث النَّاس، غَيره، فَشَتْ عَلَيْهِ الضَّيْعة - إِذا دَخل فِيمَا لَا يَعْنِيه، كرَاع، كَرْتَعَ الرجُل - وقَعَ فِيمَا لَا يَعْنِيه، أَبُو عُبَيْدَة، المُكَلَّف - الوَقَّاع فِيمَا لَا يَعْنِيه، ابْن دُرَيْد، وَهُوَ المُتَكَلِّف.
٣ - (الشِّرة والخُبْث والجَفَاءُ والمُسَارَعة إِلَى مَا لَا يَنْبَغِي)
أَبُو زيد، شَرَّ يَشَرُّ وبَشِرُّ شَرَارةً، وَحكى ابْن جنى، شَرُرْت وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلَاّ لَبُبْت وحَبُبْت وَمَا أَشْرَّه وَمَا شَرَّه، ابْن السّكيت، هُوَ شَرُّ مِنْك وَلَا يُقال أَشَرُّ وحكاها أَبُو زيد، ابْن الْأَعرَابِي، رجُل شِرِّير وشَرِير والجَمْع أَشْرار، عَليّ، أَشْرار جَمْع شَرِير وَأما شِرِّير فَلَا يُكَسَّر، ابْن الْأَعرَابِي، وَقد شارَرْته وشِرَّة الشَّبَاب - نَشَاطه مِنْهُ، صَاحب الْعين، رجل خَبِيث وَالْجمع خُبَثَاءُ وَالْأُنْثَى خَبِيثَة وَجَمعهَا خَبَائِثُ وَفِي التَّنْزِيل ويُحَرِّمُ عليهِمُ الخَبَائِثَ وَقد خَبُث خُبْثاً وخَبَاثَة، ابْن دُرَيْد، وخَبَاثِيَة وأَخْبَثَ - صَار خَبِيثاً وَالِاسْم الخَبِيثَى والخِبِّيث - الخَبِيث، أَبُو عبيد، أَخْبَث الرجلُ - إِذا كَانَ أصحابُه وأهْلُه خُبَثَاءَ وَلِهَذَا قَالُوا خَبِيثٌ مُخْبِث وَقَالُوا يَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute