وإشادة الشَّرْع بِقَدرِهَا لِأَن مَوْضُوع هَذِه الْكَلِمَة الْإِظْهَار وَقد يُقَال عرُوبَة بِغَيْر ألف وَلَام وَقَالُوا عَرَبِيّ بَين العروبية وَالْإِعْرَاب صرحاء الْعَرَب وبداتهم وَالنّسب إِلَيْهِ أعاربي لأَنهم لَو قَالُوا فِي الْإِضَافَة إِلَيْهِ عَرَبِيّ فَردُّوهُ إِلَى الْوَاحِد زَاد الِاسْم عُمُوما قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عرب وأعراب وأعارب جمع الْجمع فَأَما الْإِعْرَاب الَّذِي هُوَ ضد الباناء فقد تقدم تحديده وَأما يعرب فَإِنَّمَا سمي بِهِ لِأَنَّهُ أول من عدل اللِّسَان من السريانية إِلَى الْعَرَبيَّة صَاحب الْعين، رجل أعوس، وصاف للشَّيْء وَقد عاسه يعوسه وَصفه وَأنْشد: فعسهم أَبَا حسان مَا أَنْت عائس
٣ - (خفَّة الْكَلَام وسرعته)
ابْن السّكيت كل كَلَام خَفِيف متدارك مُتَقَارب هزج ابْن دُرَيْد وَالْجمع أهزاج ابْن السّكيت، وَقد تهزج وَأنْشد: إِذا مغنى جنه تهزجا يُرِيد حِين تسمع عزف الْجبَال ودويها وَذَلِكَ فِي قَائِم الظهيرة وَيضْرب مثلا لخفة الْمَشْي وَسُرْعَة رفع القوائم ووضعها يُقَال فرس هزج وَصبي هزج وَمِنْه قيل لضرب من الشّعْر هزج لقصر أَجْزَائِهِ وتقارب تَدَارُكه قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي ينعَت سرعَة فرس وخفة رَفعه وَوَضعه وتدارك مناقلته: غَدا هزجاً طَربا قلبه لغبن وَأصْبح لم يلغب وَإِذا أسْرع الْكَلَام وَلم يتتعتع قيل هذرم وَقد هذرم السَّيْف قطع قطعا سَرِيعا وَأنْشد: وَلَو شهِدت غَدَاة الْقَوْم قَالَت هُوَ العضب المهذرمة الْعَتِيق فَأدْخل الْهَاء فِي المهذرمة للمدح كَمَا قَالُوا رجل عَلامَة وَقَالَ ابْن عَبَّاس لرجل قَرَأَ عِنْده كتابا أَلا هذرمته كَمَا هذرمه الْعَلامَة المضري يَعْنِي سعيد بن جُبَير وَإِذا تَابع الإنشاد والتقعير وَأكْثر مِنْهُ قيل هت عَلَيْهِم يهت هتاً وسرد يسْرد سرداً وَإِذا أسْرع الْكَلَام وتابع بعضه فِي إِثْر بعض قيل إِنَّه لكتات وَإِذا سَار الرجل الرجل فِي إِذْنه قيل كت ذَلِك أجمع فِي أُذُنه يكته كتاً وقره يقره قراً، وَقَالَ: ذبر يذبر ذبراً، قَرَأَ قِرَاءَة خَفِيفَة وَقَالَ: قَرَأَ فَمَا نلعثم وَزَاد اللحياني فَمَا تلعذم، ابْن دُرَيْد البعبعة تتَابع الْكَلَام فِي عجلة وَقيل هِيَ حِكَايَة بعض الْأَصْوَات وَقَالَ: رجل مهرمع مسرع فِي الْكَلَام.
٣ - (ثقل اللِّسَان واللحن وَقلة الْبَيَان)
ابْن السّكيت إِذا تردد الْمُتَكَلّم فِي الفارء قيل فأفأ وفأفأ وَقيل الفأفاء الَّذِي يعسر عَلَيْهِ خُرُوج الْكَلَام، قَالَ: وَإِذا تردد فِي التَّاء قيل تمتم وَقيل تمْتَام وَقيل هُوَ الَّذِي يعجل فِي الْكَلَام وَلَا يكَاد يفهمك صَاحب الْعين، اعتقل لِسَانه امتسك وَهِي العقلة أَبُو عبيد، الْألف العي وَقد لففت لففاً وَقيل هُوَ الثقيل اللِّسَان، ابْن السّكيت، فَإِذا ثقل لِسَانه فِي فِيهِ قيل لفلف فَهُوَ لفلاف والألثغ الَّذِي لَا يتم رفع لِسَانه فِي الْكَلَام وَفِيه ثقل وَقيل هُوَ الَّذِي يَجْعَل الرَّاء فِي طرف لِسَانه أَو يَجْعَل الصَّاد ثاءاً، صَاحب الْعين لثغ لثغاً وَالِاسْم اللثغة والرثغ لُغَة فِيهِ والأرت الَّذِي يَجْعَل اللَّام يَاء، أَبُو حَاتِم فِي لِسَانه رتة وَهُوَ أَن يتَرَدَّد فِي الْكَلِمَة وَأَن لَا تكَاد كَلمته تخرج من فِيهِ، أَبُو زيد، مَا كَانَ أرت ولقدرت يرت رتتاً ورتة وَلَا يُقَال رتت،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute