وَلَا يجوز فِيهِ الْهَمْز وَتقول فِي زَكَرِيَّاءَ فِيمَن مَدَّ زَكَرِيَّاوُونَ كوَرْقَاوُون وفيمن قَصر زَكَرِيَّوْنَ بِمَنْزِلَة عِيْسَوْنَ ومُوسَوْنَ وَفِيه لُغَات لَيْسَ هَذَا موضعَ ذِكْرَهَا وَقد قدَّمتها
١ - بَاب جمع الرِّجَال وَالنِّسَاء
اعْلَم أَن هَذَا الْبَاب يشْتَمل على جمع الْأَسْمَاء الْأَعْلَام والبابُ فِيهَا أَن كُلَّ اسمٍ سميتَ بِهِ مذكراً يَعْقِل وَلم يكن فِي آخِره هَاء جَازَ جمعه بِالْوَاو وَالنُّون على السَّلامَة وَجَاز تكسيره سَوَاء كَانَ الِاسْم قبل ذَلِك مِمَّا يجمع بِالْوَاو وَالنُّون أَو لَا يجمع وَكَذَلِكَ إِن سميتَ بِهِ مؤنثاً جَازَ جمعه بِالْألف وَالتَّاء على السَّلامَة وَجَاز تكسيره وَإِذا كسر شَيْء من ذَلِك وَكَانَت الْعَرَب قد كَسَّرَتْه اسْما قبل التَّسْمِيَة على وَجه من الْوُجُوه وَإِن لم يكن ذَلِك بِالْقِيَاسِ المطرد فَإِنَّهُ يكسر على ذَلِك الْوَجْه وَلَا يعدل عَنهُ وَإِن كَانَ لَا يعرف تكسيره فِي الْأَسْمَاء قبل التَّسْمِيَة بِهِ حمل على نَظَائِره وَقد ذكرنَا جمع مَا كَانَ من ذَلِك فِي آخِره الْهَاء بِمَا أغْنى عَن إِعَادَته فَمن ذَلِك إِذا سميت رجلا بزيد أَو عَمْرو أَو بكر على السَّلامَة قلت الزيدون والعمرون وَإِن كَسَّرْتَ قلت أزْيادٌ فِي أدْنَى الْعدَد وزُيُود فِي الْكثير وقلتَ فِي بكر وَعَمْرو فِي أَدْنَى العددِ الأَعْمُرُ والأَبْكُرُ وَفِي الْكثير العُمُور وأَدْنَى الْعدَد أَن تَقول ثَلَاثَة أَعْمُرٍ وَعشرَة أَبْكُرٍ وَإِن سميته ببِشْرٍ أَو بُرْدٍ أَو حَجْرٍ قلتَ فِي أدنى الْعدَد ثلاثةُ أَبْراد وَعشرَة أَبْشَار وتسعةُ أَحْجَار وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِي الْكثير بُرُودٌ وحجارة قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ زيد الْخَيل:
(أَلَا أَبْلِغِ الأَقْيَاسَ قيسَ بْنَ نَوْفَلٍ ... وقَيْسَ بْنَ أُهْبَانٍ وقَيْسَ بْنَ جَابِرٍ)
وَقَالَ أَيْضا غَيره:
(رأيْتُ سُعوداً من شُعُوبٍ كثيرةٍ ... فَلَمْ أَرَ سَعْداً مِثْلَ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ)
وَقَالَ الفرزدق:
(وَشَيَّدَ لِي زُرَارَةُ باذِخَاتٍ ... وعَمْرُو الْخَيْر إِذْ ذُكِر العُمُورُ)
(رَأَيْتُ الصَّدْعَ من كَعْبٍ وكانُوا ... مِنَ الشَّنْآنِ قد صارُوا كَعَابا)
قَالَ أَبُو سعيد: مَعْنَاهُ أَنهم قَبيلَة أبوهم كَعْبٌ فهم كَعْبٌ واحدٌ إِذا كَانُوا مُتَأَلِّفِينَ فَإِذا تَفَرَّقُوا وعادَى بَعضهم بَعْضًا صَار كُلُّ فرقة مِنْهُم تُنْسَبُ إِلَى كَعْبٍ وَهِي تُخالف فكأنهم كِعَابٌ جَمَاعَةٌ وَقَالَ فِي قوم من العَرَب اسمُ كُلُّ واحدٍ مِنْهُم جُنْدُبٌ الجَنَادِبُ وَإِذا سميتَ امْرَأَة بِدِعْدٍ فجمعتَ قلتَ دَعَدَاتُ لِأَنَّك لما أدخلتَ الألفَ وَالتَّاء صَار بِمَنْزِلَة تَمَرَاتٍ وَإِن لم يكن فِي الْوَاحِد الهاءُ لِأَن الْهَاء تسْقط يَدُلك على ذَلِك قولُهم أَرَضَاتٌ وَإِن لم يكن فِي أَرض هاءٌ لِأَن الْجمع لما كَانَ الْألف وَالتَّاء صَار كجمع فَعْلَةٍ وَإِن جمعت جُمْلاً بِالْألف وَالتَّاء جَازَ أَن تقولَ جُمُلَاتٌ وجُمَلَاتٌ وجُمْلَات بمنزلةِ جمع ظُلْمَة وَتقول فِي هِنْدٍ هِنْداتٍ وهِنِدَاتٍ وهِنَدات بِمَنْزِلَة كِسْرة إِذا جُمِعَتْ على هَذِه الْوُجُوه وَإِن كَسَّرْتَ كَمَا كَسِّرتَ بُرْداً وبِشْراً قلت هَذِه أهْناد وأَجْمَالٌ فِي الْجمع الْقَلِيل وتقولُ فِي الْكثير هُنُودٌ كَمَا قَالُوا الجُذُوع قَالَ جرير:
(أَخَالِدَ قَدْ عَلِقْتُكِ بَعْدَ هِنْدٍ ... فَشَيَّبَنِي الخَوَالِدُ والهُنُودُ)
وَإِن سميت امْرَأَة بِقَدَمٍ فجمعتَ بِالْألف وَالتَّاء قلتَ قَدَمَات وَلَا يجوز تسكين الدَّال بهَا وَإِن كَسَّرْتَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute