الْعين وَتَكَبَّدت الشمسُ السماءَ صَارَت فِي كَبِدِها أَبُو حنيفَة وعَيْنُها مَا بَين الدَّبُور والجَنُوبِ عَن يمينِك إِذا اسْتَقْبلتَ الْقبْلَة قَلِيلا وَقيل العَيْنُ عَن يَمِين قِبْلةِ العِرَاق وَقَالَ بَعضهم مُطِرْنا بالعَيْن وَمن الْعين إِذْ كَانَ السحابُ يَنْشَأُ من ناحيةِ القِبلةِ وَفِي السَّمَاء مَجَرَّتُها - سُمِّيَت بذلك على التَّشْبِيه لِأَنَّهَا كَأَنَّهَا أَثَرُ المَسْحَب والمَجَرِّ وَيُقَال لَهَا أَيْضا أُمُّ النُّجوم - لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي السَّمَاء بُقْعَةٌ أكثرُ عَدَدِ كَواكِبَ مِنْهَا كَمَا قيل أُمُّ الطَّرِيق لِمُعْظَمِها وقولُهم فِيهَا أُمُّ النُّجوم كَقَوْلِهِم فِي السَّمَاء جِرْبَةُ النُّجُوم ابْن دُرَيْد أُمُّ النُّجوم - السماءِ أَبُو حنيفَة وَيُقَال للمَجَرَّة أَيْضا شَرَجُ السماءِ - أَي مَجْمَعُها كَشَرَجِ القُبَّة والَهَواءُ ممدودٌ - الفَتْقُ الَّذِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فِي كُلِّ وَجْهٍ والجمعُ أهْؤيَةٌ وَقد تقدَّم أنَّ كُلَّ فارغ هَوَاء صَاحب الْعين الخاَفِقَانِ - قُطْرا الهَوَاء أَبُو حنيفَة وَهُوَ السّكَّاكُ والسُّكَاكَةُ قَالَ ابْن جني هُوَ من بَاب السَّلْبِ وَذَلِكَ أَن تصريف س ك ك فِي كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا هُوَ للضَّيْق من ذَلِك قَوْلهم بِئْرٌ سُكُّ - أَي ضَيْقَةٌ وَعَلِيهِ رِوَايَة من رَوى
(وَمَسَكِّ سابغةْ هَتَكْتُ فُرُوجَها)
يُرِيدُ ضِيقَ حِلَقِ الدَّرْعِ وَكَذَلِكَ قَوْله
(وتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكّ مِنْهَا المَسامعُ)
أَي تُضِيقُ فَلَا تَسْمَعُ شَيْئا فَأَما السُّكاك فبِضِدِّ هَذَا الْمَعْنى وَذَلِكَ أَن مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض أوسعُ شيءٍ فَكَأَنَّهُ سُلبَ الضَّيِّق الَّذِي يكون فِيمَا يُجاوز غَيْرَه من الْأَجْسَام الكثيفة أَبُو حنيفَة اللُّوحُ والشَّجَاجُ كالسُّكَاكِ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الخَوَاءُ وكلُّ هواءٍ بَين شَيئَين خَوَاءٌ صَاحب الْعين الجَوُّ - الهَوَاءُ والجمعُ جِوَاءٌ ابْن دُرَيْد وَهُوَ السُّهْمَى والإيَاد والكَبْدُ والكَبَدُ والشَّجَج والشَّجَاجُ وَقيل الشَّججُ - نَجْمٌ من نُجُوم السَّمَاء أَبُو حنيفَة آفاقُ السماءِ مَا انْتَهى إِلَيْهِ البصَرُ مِنْهَا مَعَ وجهِ الأرضِ من جَمِيع نَوَاحِيهَا وَهُوَ الحدُّ بَين مَا بَطَنَ من الفَلَكِ وظَهَرَ / وآفاقُ الأرضِ - أطرافُها من حَيْثُ أحاطت بك وأعْنانُ السَّمَاء نَواحِيها وعَنَانُها مَا عَنَّ لَك مِنْهَا إِذا نَظَرْت إِلَيْهَا وَيُقَال عَنَانُ السَّمَاء كَبِدُها صَاحب الْعين أسْبَابُ السَّمَاء - أعالِيها ونَوَاحِيها وَأنْشد
(لَئِنْ كنتَ فِي جُبِّ ثَمَانِينَ قَامَةً ... وَرُقِّيتَ أسبابَ السماءِ بِسُلَّمِ)
٣ - (أسماءُ المنازِل وصفاتُها)
قَالَ أَبُو حنيفَة المَنَازِلُ ثمانيةٌ وَعِشْرُونَ مَنْزِلاً وَتسَمى نجوماً وَإِن كَانَ مِنْهَا مَا هُوَ كَوْكَبٌ وَاحِد وكانَ مِنْهَا مَا هُوَ أكثَرُ وَقد قيل للثُّرَيَّا النَّجْم جُعل اسْما لَهَا عَلَماً وَهِي سِتَّة كَوَاكِب وَقد يَقَعُ النَّجْم على واحدٍ وعَلى جماعةٍ وَأما الكَوْكَبُ فَلَا يَقع إِلَّا على وَاحِد الْفَارِسِي إِنَّمَا سَمَّوُا الثريا النجمَ على حد تسميتهم المنظوم شِعْراً والمَنْدَل عُوداً وعِلْن السُّنَّة فِقْهاً قَالَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا بابٌ يكون فِيهِ الشيءُ غَالِبا عَلَيْهِ اسمٌ يكونُ لكلِّ مَنْ كَانَ من أُمَته أَو كَانَ فِي صِفَتِهِ من الأسماءِ الَّتِي تدْخلهَا الألفُ واللامُ وَتَكون نَكرتُه الجامعةَ لما ذكرتُ من الْمعَانِي وَذَلِكَ نَحْو قَوْلهم فلانُ بنُ الصَّعِقِ والصَّعِقُ فِي الأَصْل صَفَةٌ تقع على كل من أَصَابَهُ الصَّعَقُ وَلَكِن غَلَبَ عَلَيْهِ حَتَّى صَار علما بِمَنْزِلَة زيد وَعَمْرو وَقَوْلهمْ النَّجْم صَار علما للثُّرَيَّا الْفَارِسِي وَلَا يجوز أَن تَقول هَذَا النَّجْم وَأَنت تَعْنِي غير الثريا إِلَّا أَن تُخَرِّجَهُ على العَهْدِ فَتَقول هَذَا النَّجْم الَّذِي تَعْلَمُ كَمَا تَقول هَذَا الكوكبُ الَّذِي تعلم أَبُو حنيفَة نُجُوم الأخْذِ - مَنَازِلُ القَمَرِ سُمِّيَت بذلك لأخْذِه كلَّ لَيْلَةٍ مِنْهَا فِي مَنْزِلٍ يُقَال أخَذَ القَمَرُ نَجْمَ كَذَا - نَزَلَ بِهِ وَأنْشد أَبُو عبيد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute