وَحكى انْصَبَّتْ عَلَيْهِ من طَمَارِ - يَعْنِي الْمَكَان الْمُرْتَفع مَجْرَى وغيرَ مُجْرَى هَذِه حكايته وَقد أَسَاء إِنَّمَا وَجهه مَبْنِيٌ وغيرُ مُجْرَىً وَأنْشد:
(وَإِن كنتِ لَا تَدْرِينَ مَا الموتُ فانظُرِي ... إِلَى هاِنئِ فِي السُّوقِ وابنِ عَقِيلِ)
(إِلَى بَطَلٍ قَدْ عَقَّرَ السَّيْفُ وَجْهَهُ ... وآخَرَ يَهْوِي من طَمَارِ قَتِيلِ)
وَحكي عَن الْأَحْمَر نَزَلَتْ بَلَاءِ على الكُفَّارِ يَعْنِي الْبلَاء وَأنْشد:
(قُتِلَتْ فَكَانَ تَباغِياً وتَظَالُماً ... إِنَّ التَّظَالُمَ فِي الصِّدِيقِ بَوَارِ)
وَقَالَ: لَا هَمَامِ لَا أَهُمُّ وَأنْشد قَول الْكُمَيْت:
(لَا هَمَامِ لي لَا هَمامِ ... )
قَالَ: ورَكِبَ فلانٌ هَجَاجِ رأسِهِ وهَجَاجَ غَيْرَ مُجرَى إِذا ركب رأسَه وَأنْشد:
(وَقد رَكِبُوا علَى لَوْمِي هَجَاجِ ... )
قَالَ عليّ: قد قَلَبَ أَو عبيد إِنَّمَا حكمُه رَكِبَ فُلانٌ هَجَاج رأسِه معرباً مُضَافا إِلَى مَا بعده لِأَنَّهُ قد أضيف وَإِذا أضيف الْمَبْنِيّ رُدَّ إِلَى أَصله لِأَن الْبناء يُحْدِثُ فِي المَبْنِيِّ شَبَه الحروفِ فَمن حَيْثُ لَا تُضَاف الحروفُ لَا تُضَاف المبنياتُ إِلَّا بِزَوَال شَبَهَ الْحُرُوف وَقَالَ: حَضَارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ وهما نَجْمَانِ يُطْلُعَانِ قبل سُهَيْلٍ فيظنّ الناسُ بِكُل وَاحِد مِنْهُمَا أَنه سُهَيْلٌ وكُلُّ شَيْئَيْنِ مُخْتَلفين فهما مُحْلِفانِ وَأما حِيدِي حَيَادِ وفِيحِي فَيَاحِ - أَي اتَّسِعِي عَلَيْهِم وحِيدِي عَنْهُم فَمن القِسْمِ المُطِّرَدِ وَأنْشد:
(وقُلْنَا بالضُّحَى فِيحِي فَيَاحِ ... )
وَقَالَ صَاحب الْعين: حَدَادِ أَي احْدُد يَعْنِي امْنَع وَمن غير الْأَمر جَداعِ - السَّنةُ الشَّدِيدَة وَيُقَال لَهَا الجَدَاعُ وشَمَامِ - اسْم جبل مَعْرُوف وَكَذَلِكَ شَرَاءِ وَسَبَاطِ من أسماءِ الحُمَّى مؤنث وَمن الرباعي حكى ابْن دُرَيْد: أَنه يُقَال هَل بَقِيَ من الطَّعَام فَيُقَال حَمْحَامِ وَمَحْمَاحِ - أَي لم يبْق شَيْء
١ - بَاب مَا ينْصَرف فِي الْمُذكر البته مِمَّا لَيْسَ فِي آخِره حرف التَّأْنِيث
كُلُّ مُذَكّر سُمِّيَ بِثَلَاثَة أحرف لَيْسَ فِيهِ حرف التَّأْنِيث فَهُوَ مَصْرُوف كَائِنا مَا كَانَ أعْجَمِيًّا أَو عَرَبِيًّا أَو مؤنثاً إِلَّا فُعَلَ مشتقاً من الْفِعْل أَو يكون فِي أوَّلِهِ زيادةٌ فَيكون كَيَجِدُ ويَضَعُ ونَضَعُ وأضَع أَو يكونُ كضُرِبَ - وَذَلِكَ كَرجل سميته بقَدَمٍ أَو فِهْرٍ أَو أُذنٍ وهُنَّ مؤنثات أَو سميته بخُشٍّ أَو دلًّ أَو خانٍ وَمَا أشبه ذَلِك وَإِنَّمَا انْصَرف الْمُسَمّى بالمؤنث على ثَلَاثَة أحرف لِأَنَّهُ قد أَشْبَه المذكرَ وَذَلِكَ أَن مَا كَا ن على ثَلَاثَة أحرف من الْمُؤَنَّث إِذا صغرناه قبل التَّسْمِيَة ألحقنا هَاء التَّأْنِيث وَإِن لم يكن فِي الِاسْم هَاء كَقَوْلِنَا عَيْنٌ وعُيَيْنَة وأُذُن وأُذَيْنَة وقَدَم وقُدَيْمَة وَإِذا سمينا بهنَّ رجلا قُلْنَا قُدَيْمٌ وعُيَيْنٌ وأُذَيْنٌ فَلَمَّا كُنَّا نَرُدُّ الهاءَ فِي الثَّلَاثَة كَانَ تَقْدِير الِاسْم أَن فِيهِ هَاء محذوفة فَإِذا سمينا بِهِ لم نَرُدَّ الهاءَ لِأَن الِاسْم صَار مذكراً وأزيلت الْهَاء الَّتِي فِي التَّقْدِير فَإِن قَالَ قَائِل قد وجدنَا فِي