السِّبَحْل الضَّخْم قَالَ والتَّذنِيب أَن يُخْرِجَ ذنَبه فِي أدْنى الْجُحر من داخِلٍ والتَّرئِيس أَن يَجْعَل رَأسه مُقْبِلاً فِي أدْنَى الجُحْر وذنَبُه داخِلٌ فِي الجُحر أَبُو عبيد خَرَج الضبُّ مُرَائِساً على مِثَال مُفَاعِلٍ كَذَلِك الْأَصْمَعِي عَكِدَ الضبُّ عَكَداً فَهُوَ عِكَدٌ واسْتَعْكَد لاذَ بجُحْرِه من الصائِد وَقد تقدّم ذَلِك فِي الطائِر إِذا لَاذ من البازِي أَبُو حَاتِم وَقَالُوا فِي الضَّبِّ قد خَرَجتْ جَنَادِعُه والشَّر غَيْرُ وادِعِه والجَنادِع هَنَاتٍ صغَار أعظَمُ من الذُّبَابِ تَسْكُن فِي الجِحْرة مَعَ الضبِّ إِذا صَبَبْت فِي جُحْرِه مَاء حَتَّى يَخْرُج وَأَتَّيت الماءَ إِلَى جُحْره حَتَّى يَخْرُج فيُؤْخَذ صَاحب الْعين اسْتَذْلَقْتُه كَذَلِك وَيُقَال فِي مثل
لأَنْت أخْدَعُ من ضَبَّ حَرَشْتَه
أَي إِذا مَسَح بِيَدِهِ على فَم الجُحْر فسمِعَ الصوتَ فربَّما أقْبَل وهويُرَى أَن ذَلِك حَيَّةٌ ورُبَّما أرْوَح رِيحَ الإنسانِ فَخَدَع يخْدَع خَدْعاً إِذا رجَع فِي الجُحْر فذهَب وَلم يَخْرُج وَقد تقدّم تعلِيلُه وَأنْشد أَبُو عَليّ
(ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَدَاوة مِنْهُمُ ... بحُلوْ الَخَلا حَرْشَ الضَّبَابِ الخَوادِع)
أَبُو حَاتِم احْتَرشُوا الضَّبَاب وحَرَشُوها يَحْرِشُونَها حَرْشاً والحَرْش أَن يأتِيَ قَفَا جُحْر الضبِّ فيُقَعْقِع بعَصاه عَلَيْهِ ويُتْلِجَ طرَف عصاهُ فِي جُحْره فَإِذا سَمِع الصوتَ جَاءَ يَزْحَل على رِجْليه وعجزِه مُقاتِلاً ويَضْرِبُ بذَنبه حَتَّى يَأْخُذ الرجُلُ بذَنبِه وَأَنه ليَضْرِب حَتَّى يَسْتَلَّه من جُحْره والحَرْش أَيْضا أَن تُقَعْقِع الحِجارةَ على رَأس جُحْره فيحسبَهُ الضبُّ دابَّةً حيَّةً أَو غيرَها تُريد أَن تدْخُل عَلَيْهِ فيَجِيءُ يَزْحَل ليُقاتِله بذَنَبِه فيناهِزُه الرجُل فيأخُذ بذَنَبه فيُضَبِّب عَلَيْهِ فَلَا يَقْدِر أَن يُفِيصَ عَنهُ أَي يُفْلِته والتَّضْبِيب شِدَّة القَبْض والمُنَاهَزَة المُبَادَرة ويَرْمِيه الرجُلُ فيأخُذُه فيَضِلُّ جُحْرَه ويأخُذه وَلَيْسَت لَهُ هِدَاية صَاحب الْعين حارَشَ الضبُّ الأَفْعَى قاتَلَها غَيره عَكَا الضبُّ بذَنَبه لَوَاه الرِّياشي ضَبُّ حَرِبٌ وَمِنْه الحَرَب فِي الْإِنْسَان والأسَد وَقد تقدّم أَبُو حَاتِم يُقال لصوت الضَّبّ الفَحِيح والكَشِيش فَحَّ يَفِحُّ فَحِيحاً وكَشَّ يَكَشُّ كَشِيشاً مِثْله فِي الحَيَّة سِيبَوَيْهٍ المَكَا جُحْر الضبِّ وَهُوَ مِمَّا يُمَال تَشبِيهاً لَهُ ببَنَات الْيَاء وَلَا يَطَّرِد إِلَّا فِي الأفْعال وَقد تقدَّم أَنه جُحْر الثَّعْلَب والأرانِب
٣ - (الجُرَذ والفَأْر)
أَبُو حَاتِم الجُرْذُ أعْظَمُ من اليَرْبُوع وَهُوَ أكْدَرُ ذَنَبُه إِلَى السَّوَاد أَبُو عبيد الْجمع جِرْذانٌ وأرضٌ جَرِذَةٌ كَثِيرَة الجِرْذانِ أَبُو حَاتِم الفَأْرة أصغَرُ مِنْهُ غير وَاحِد هُوَ الفَأْر والجمعِ فِئَرة ابْن السّكيت هِيَ الفَأرة وَهَذَا مَكان فَئِرٌ أَبُو عبيد أرضٌ فَئِرَة النَّضر وَقد فَئِر الموضِعُ وولدُها الصَّغير دَرْص وَالْجمع دِرَصَة وأدْراصٌ ابْن دُرَيْد ودُرُوص وأدْرُصٌ وَقد تقدّم أَنه وَلدُ الهِرَّة والكَلْبة والذِّئبة صَاحب الْعين العَرِمُ الجُرَذ الذكَر غَيره الرَّكْن الفَأر وسُمِّيَ أَيْضا رُكَيْناً على لفظ التصغير أَبُو حَاتِم الفَأْرة تُسَمَّى الزَّبَابَة كلُّ فَأْرة زَبَابَة وَقيل الزَّبَاب جِنْس من الفَأْر لَا شَعَر عَلَيْهِ وَالْجمع الزَّبَابُ وَقيل الزَّبَاب الفَأْر قَالَ الْفَارِسِي قِيل لأَعْرابيّ الزَّبَابة والفَأْرة سواءٌ فَقَالَ إِن الزَّبَابة وَإِن الفَأْرَة ذهَب إِلَى الخِلَاف مِنهما وَأَرَادَ أَن الزَّبَابة زبابَةٌ وَأَن الفَأْرة فارةٌ والزَّبَابَة ضَرْب من الفِئَرة أَرَادَ الخُلْد وَقد وجدته بخَط أبي عَمْرو الشيبانِيِّ الخِلْد وَهِي الْفَأْرَة العَمْياء ابْن الْأَعرَابِي البِرُّ الفَأْر وَمِنْه قَوْلهم
مَا يَعْرِف هِرَّاً من بِرٍّ
وَقد تقدّم ابْن دُرَيْد التُّفَّة والزُّغْبَة دُوَيَّبة صغِيرةٌ شَبِيهة بالفأرة صَاحب الْعين التُّفَّة دُوَيْبَة على شَكْل جِرْو الكَلب يُقال لَهَا عَناق الأَرْض وَفِي الْمثل
اسْتَغْنَتْ التُّفَّة عَن الرُّفَّة
والرُّفَّة دُقَاق التِّبْن ابْن دُرَيْد العَضَل الْفَأْرَة فِي بعض اللُّغَات والجمعِ عِضْلانٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute