للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فمكثَ سَاعَة ثمَّ قَالَ لأُخْرَى من بَنَاته اخْرُجِي فانْظُرِي فخرجتْ ثمَّ دخلت فَقَالَت

(كأَنَّ سُيوف بَنِي عَسْقَلان ... أَنَافَتْ بِضَرْبٍ وطَعْنٍ دياقاً)

فَقَالَ الشَّيْخ كأنَّك سَاعَة فَقَالَ للثالثة اخْرُجِي فانْظُرِي فخرجتْ ثمَّ دخلت فَقَالَت

(حَدَتْهُ الصَّبا ومَرَتْهُ الجَنُوبُ ... وانْتَجَفَتْهُ الشَّمَالُ انْتِجافاً)

وَرُوِيَ أَن شَيخا من الْعَرَب كَانَ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَسمع صوتَ رَعْدٍ فتَخَوَّفَ المطرَ وَهُوَ ضعيفُ الْبَصَر فَقَالَ لأمة لَهُ كَانَت تَرْعَى مَعَه كَيفَ تَرَيْنَ فَقَالَت كَأَنَّهَا ظُعُنٌ مُقْبِلَة فَقَالَ ارْعَيْ ثمَّ قَالَ كَيفَ تَرَيْنَ السماءَ قَالَت كَأَنَّهَا بِغَالٌ دَهْمٌ تَجُرُّ جِلَالَها فَقَالَ ارْعَيْ ثمَّ قَالَ كَيفَ تَرَيْنَها فَقَالَت كَأَنَّهَا ثُرُوب مِعْزى هَزْلَى فَقَالَ ارْعَيْ ثمَّ قَالَ كَيفَ تَرَيْنَهَا قَالَت أَرَاهَا اسْتَوَتْ وابْيَضَّتْ ودَنَتْ من الأرضِ فَكَأَنَّهَا بُطُون حَمِير ضُحْرٍ قَالَ انْجِي وَلَا نَجَاءَ بك فَلَجَأَ إِلَى كَهْفٍ وأدْخَلَ غُنَيْمَتَهُ وجاءتْ السماءُ بِمَا لَا يُقام بِسَبِيلِهِ فَقَالَ الشَّيْخ هَذَا وَالله كَمَا قَالَ

(دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيْدَبُهُ ... يَكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ)

(فَمن بِنَجْوَتِهِ كَمَنْ بِعَقْوَتِهِ ... والمُسْتَكِنُّ كَمَنْ يَمْشِي بِقَرْوَاح)

قَالَ وَقيل لأعرابي أيُّ السَّحَاب أَمْطَرُ فَقَالَ إِذا رَأَيْتهَا كَأَنَّهَا بَطْنُ أتانٍ قَمْرَاءَ فَهِيَ أمْطَرُ مَا تَكُونُ قَالَ صَاحب الْعين قَوْسُ قُزَح طَرَائِقُ مُسْتُقْوِسَةٌ تَنْدُو فِي السماءِ أيامَ الرَّبيعِ بَصُفْرَة وحُمْرَة وخَضْرة وَلَا يُفْصَل قوسٌ من قُزَح وَفِي الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس لَا تَقُولُوا قَوْسَ قُزَح فَإِن قُزَح اسمُ شَيْطان قُولوا قَوس اللهِ والقُزْحَةُ الطريقةُ الَّتِي فِي تِلْكَ القَوْسِ أَبُو حنيفَة وَمن دلائله أَن تَرَى القَمَرَ ? الكواكِبَ فِي الصَّحْوِ يُحِيطُ بهَا لونٌ يُخَالِفُ لونَ السماءِ وَكَذَلِكَ إِن رأيتَ الْقَمَر فِي الغَيْمِ وَإِن كَانَ قَزَعاً كَأَنَّهُ تُحِيطُ بِهِ خُطوطٌ كخُطوطِ قَوْسِ المُزْنِ وَهِي القُسْطَانِيَّة وَأنْشد

(مِثْلُ قُسْطَانِيِّ دَجْنِ الغَمَامِ ... )

وَقَالَ وَبَعض الرُّواة يَجْعَل قَوْسَ الغَيْم أَيْضا نُدْأَة وَهِي القُسْطَانِيُّ والقَسْطَلانَيُّ ضَرْبٌ من القُطُفِ منسوبة إِلَى عاملٍ أَو بلد صَاحب الْعين عَفَاءُ السحَّابِ كالخَمْلِ فِي وَجْهِه لَا يكادُ يُخْلِفُ

٣ - (الخَلَاقَةُ للمطر)

أَبُو عبيد السحابةُ المُخِيلَةُ الَّتِي إِذا رأَيْتَها حَسِبْتَهَا مَاطِرَةً وَقد أَحْيَلْنَا وتَخَيَّلَتِ السماءُ تَهَيَّأَت للمطر أَبُو حنيفَة إِذا حَسُنَ السَّحابُ وأعْجَبَكَ فَظَنَنْتَهُ مُمْطِراً فذَاكَ الخَالُ والمَخِيلَةُ وَقد أَخْيَلَتِ السماءُ وَأنْشد

(هَلْ هَاجَكَ الليلَ كَلِيلٌ عَلى ... أَسْمَاءَ فِي ذِي صُبُرٍ مُخْيِلِ)

قَالَ وَلِلنَّاسِ فِي السَّحَاب فِراساتٌ غَيْر البَرْقِ وكلُّها خَالٌ ومَخِيلَةٌ فِي قولِ كُلِّ من جَعَلَ كُلَّ خَلَاقَةٍ خالاً

<<  <  ج: ص:  >  >>