للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ من الطُّغْيَانِ إِلَّا أَن اللَّام قَدِّمَتْ إِلَى مَوضِع الْعين لما كَانَ يلْزمهَا لاعتلالها من الْحَذف قَالَ أَبُو سعيد السيرافي: يُقَال طَغَى يَطْغَى وطَفِيَ يَطْغَى وَهُوَ من الْوَاو بِدلَالَة أَنه إِذا كسر الطاغوتُ قيلَ طواغيتُ فَأَما الطُّغْيَانُ فمعاقبة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر طَغَوْتُ وطَغَيْتُ فالطُّغيانُ من طَغَيْتُ والطَّاغُوتُ من طَغَوْتَ وَأما طَغْوَى فقد يكون من طَغَوْتَ وَيكون من طَغَيْتُ فَيكون من بَاب تَقْوَى وَقد قيل إِنَّه إِذا ذُكِّر الطاغوتُ ذُهِبَ بِهِ إِلَى معنى الإِلَهِ وَإِذا أُنِّثَ ذهب بِهِ إِلَى معنى الْأَصْنَام (والسِّهَامُ) الرِّيح الحارَّة وَاحِدهَا وَجَمعهَا سَوَاء

١ - بَاب مَا يكون وَاحِد يَقع على الْوَاحِد والجميع والمذكر والمؤنث بِلَفْظ وَاحِد

وَهَذَا مِمَّا كادَ يَخُصُّ الْمصدر وَإِن لم يكن خَصَّ فقد غَلَبَ وطَائِفة تذْهب إِلَى أَن الْمُضَاف مَحْذُوف وَطَائِفَة تَقول إِن الْمصدر لما كَانَ وَاحِدًا يدل على الْقَلِيل وَالْكثير من جنسه جَعَلُوهُ مُفردا

وَمن ذَلِك (الصِّدِيقُ) يكون مذكراً ومؤنثاً وجمعاً بِاتِّفَاق من لَفظه وَمَعْنَاهُ وَذَلِكَ أَنه لَا يخرج عَن معنى الصَّدَاقَةِ كَمَا نقلت المَنُونُ فِي حَال تذكيرها إِلَى معنى الدَّهْرِ وَيجوز أَن تؤنث الصَّدِيقَ وتثنيه وتجمعه فَتَقول صَدِيقَة وصَدِيقَانِ وأصْدِقَاءُ وصَدِيقُونَ وأًصَادِق وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس

(فَلَا زِلْنَ دَبْرَى ظُلَّعاً لِمْ حَمَلْنَهَا ... إِلَى بَلَدٍ قَلِيلِ الأصادِقِ)

وَكَذَلِكَ (الرَّسُولُ) وَقد جمعُوا الرَّسُولَ وثَنَّوْهُ كَمَا جمعُوا الصَّدِيقَ وثَنَّوْهُ وَقد أَنَّثُوه فمما جَاءَ مِنْهُ مُثَنَّى قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} [طه: ٤٧] وَقَالَ: {تِلْكَ الرُّسُلُ} [الْبَقَرَة: ٢٥٣] وَقَالَ بَعضهم من أنثَّ فَإِنَّمَا يذهب إِلَى معنى الرِّسالة وَاحْتج بقول الشَّاعِر:

(فَأَبْلِغْ أَبا بَكْرٍ رَسُولاً سَرِيعةً ... فَمَا لَكَ يَا ابْنَ الحَضْرَمِيِّ وَمَالِيَا)

وَقَالَ أَرَادَ رِسَالَة سريعةً وَأنْشد الْفراء:

(لَو كانَ فِي قَلْبِي كَقَدْرِ قَلَامَةٍ ... فَضْلٌ لِغَيْرِكَ قد أَتَاها أَرْسُلِي)

جَمَعَ الرسولَ على أَفْعُل وَهُوَ من عَلَامَات التَّأْنِيث

من ذَلِك (الضَّيْفُ) وَفِي التَّنْزِيل: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي} [الْحجر: ٦٨] وَقَالَ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ} [الذاريات: ٢٤] وَقد ثُنِيَ وَجُمِعَ وأَنَّثَ قَالَ الشَّاعِر:

(فَاَوْدَى بِمَا تُقْرَى الضُّيُوفُ الضَّيافِنُ)

وَقَالَ آخر:

(لَقَى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْيَ ضَيْفَةٌ ... فَجَاءَتْ بَيَتْنٍ للضِّيافَةِ أَرْشَمَا)

وَمن ذَلِك (الطِّفْلُ) وَفِي التَّنْزِيل: {أَو الطِّفْلِ الَّذِينَ لم يَظْهَرُوا على عَوَرَاتِ النِّسَاءِ} [النُّور: ٣١] وَفِي مَوضِع آخر: {ثمَّ يُخْرِجُكُمْ طَفْلا} [غَافِر: ٦٧] وَقد يجوز أَن يثنى وَيجمع وَيُؤَنث فَتَقول طِفْلَانِ وأطفالٌ وطِفْلَةٌ فَيكون قَوْله عز وَجل: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} [غَافِر: ٦٧] فِي هَذَا الْمَذْهَب على قَوْله:

<<  <  ج: ص:  >  >>