واخْزُها بالبِرِّ للهِ الأجَلّْ
٣ - (الْوَعْظ)
الوَعْظ والعِظَة والمَوْعِظَة: تذكِرَتك الإِنسان بِمَا يُليّن قلبه من ثَوَاب وعقاب، وَعَظْته وَعْظاً فاتَّعَظ.
التّوبة والإنابة والإقلاع نَظَائِر فِي اللُّغَة
ونقيض التّوبة الإِصرار وَتَابَ تَوبةً وتَوْباً واستِتابة وَالله التّوَّاب يقبل التّوبة عَن عباده. صَاحب الْعين تَابَ إِلَى الله تَوْبَة ومَتاباً، فَالله التّائب يَتُوب على عَبده وَالْعَبْد تائب إِلَى الله، وَقَوله عز وَجل (وقابل التّوْب) أَرَادَ بِهِ التّوبة. قَالَ الْفَارِسِي قَالَ مُحَمَّد بن يزِيد جمع تَوْبَة مثل لَوزة ولَوْز. سِيبَوَيْهٍ التّتْوِبَة من التّوْبة. غَيره استتبت فلَانا عرضت عَلَيْهِ التّوبة. وأصل التّوبة فِي اللُّغَة النّدم فَالله التّائب على عَبده يقبل ندمه وَالْعَبْد تائب إِلَى الله ينْدَم على مَعْصِيَته، والتّوبة رُجُوع عَمَّا سلف بالنّدم عَلَيْهِ والتّائب صفة مدح لقَوْله (التّائِبون العابِدون) فَلَا يُطلق اسْم تائب إلاّ على مُستحق للمدح من الْمُؤمنِينَ وَقيل حَقِيقَة التّوبة الرّجوع والأوَّاب الرّاجع عَن ذَنبه والأوْبَة الرّجوع. ابْن دُرَيْد يُقَال اللَّهُمَّ تقبّل تَوْبَتِي وتابَتي وَارْحَمْ حَوبتي وحابتي وعَلى مِثَاله قمتي وقَومتي، قَالَ الرّاجز قد قُمتُ ليلِي فتقبّل قامَتي صَاحب الْعين: الإِرْعِواء: الإِقلاع عَن الْجَهْل، وَهِي الرّعْوَى والرُّعْيا.
٣ - (الْعِبَادَة)
أصل الْعِبَادَة فِي اللُّغَة التّذليل من قَوْلهم: طَرِيق مُعَبَّد: أَي مُذّلَّل، بِكَثْرَة الْوَطْء عَلَيْهِ، قَالَ طَرَفة: تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وأتبعَتْ وَظيفاً وظيفاً فَوق مَوْرٍ مُعَبَّد المَوْر: الطّريق وَمِنْه أُخذ العَبْد لذلته لمَوْلَاهُ وَالْعِبَادَة والخضوع والتّذلل والاستكانة قرائب فِي الْمعَانِي، يُقَال: تَعَبَّ فلَان لفُلَان: إِذا تذلل لَهُ، وكل خضوع لَيْسَ فَوْقه خضوع فَهُوَ عبَادَة، طَاعَة كَانَ للمعبود أَو غيرَ طَاعَة. وكل طَاعَة لله على جِهَة الخضوع والتّذلل فَهِيَ عبَادَة وَالْعِبَادَة نوع من الخضوع لَا يسْتَحقّهُ إلاّ المُنعِم بِأَعْلَى أَجنَاس النّعم كالحياة والفهم والسّمع وَالْبَصَر والشّكر، وَالْعِبَادَة لَا تُستحق إلاّ بالنّعمة لِأَن الْعِبَادَة تنفرد بِأَعْلَى أَجنَاس النّعم لِأَن أقل الْقَلِيل من الْعِبَادَة يكبُر عَن أَن يسْتَحقّهُ إلاّ من كَانَ لَهُ أَعلَى جنس من النّعمة إلاّ الله سُبْحَانَهُ فَلذَلِك لَا يسْتَحق الْعِبَادَة إلاّ الله، وَقد قَالُوا: عَبَد الله يعبُده عِبادة وَرجل عابِد من قوم عَبَدَة وعُبُد وعُبَّد وعُبَّاد، وقرئت هَذِه الْآيَة على سَبْعَة أوجه: (وعَبَدَ الطّاغوت) مَعْنَاهُ أَنه عَبَدَ الطّاغوت من دون الله، وعُبِد الطّاغوت وَهُوَ بيِّن، وعَبُدَ الطّاغوت أَي صَار معبوداً كَقَوْلِك ظَرُفَ أَي صَار ظريفاً، وعُبَّدَ الطّاغوت أَي عُبّاده، وعَبَد الطّاغوت أَرَادَ عَبَد لَهَا، وعُبُدَ الطّاغوت جمَاعَة عَابِد، والمُعَبَّد: المُكرّم المُعظّم كَأَنَّهُ عُبد وَكَأن هَذِه الْكَلِمَة لموضوع مَعْنَاهَا ضد. صَاحب الْعين: السّياحَة: الذّهاب فِي الأَرْض لِلْعِبَادَةِ والتّرَهُّب وَمِنْه الْمَسِيح ابْن مَرْيَم كَانَ يذهب فِي الأَرْض فأينما أدْركهُ اللَّيْل صَفَّ قَدَمَيْهِ وَصلى حَتَّى الصَّباح وَقد ساحَ وَهُوَ مفعول بِمَعْنى فَاعل، وسِياحة هَذِه الأُمَّة الصّيام وَلُزُوم الْمَسَاجِد، وَفِي الحَدِيث: (أُولَئِكَ أمّةُ الْهدى لَيْسُوا بالمساييح) يَعْنِي الَّذِي يسيحون فِي الأَرْض بالنّميمة والشّر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute