للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ولقَدْ أبِيتُ من الفَتَاةِ بِمَنْزِلِ ... فأَبِيتُ لَا حَرِجٌ وَلَا مَحْرُومٌ)

وَمن كُنَاها أمُّ حَنُّور وحِنَّوْر وخَنَوَّر وأُمُّ رِمَال وأمُّ نَوْفل وظاهرٌ من قَوْلهم أُمُّ كَا أَنه يُخَصُّ بِهِ المؤنَّث

وَمِمَّا أدخلُوا فِيهِ الْهَاء

قَوْلهم للثعلب تَتْفُلٌ وتَتْفلٌ ثمَّ قَالُوا للْأُنْثَى ثُرْمُلَةٌ وَقَالَ بَعضهم: التُّتْفُل - جَرْوُ الثَّعْلب وَالْأُنْثَى تُتْفُلة فعلى هَذِه الرِّوَايَة الْأُنْثَى مبنِيٌّ على لفظ الذكَر وَأما قَوْلهم التَّتْفَلة فَزعم الْفَارِسِي أَن الْأُنْثَى مَخْصوصةٌ بِفَتْح التاءِ والفاءِ لَا يُقَال فِي الذّكر تَتْفَلٌ والثَّعْلب - يقَعُ على المذكّر والمؤنَّث يُقَال ثَعْلبٌ ذَكرٌ وثَعْلب أنثَى وَإِذا أرادُوا الاسِمَ الَّذِي لَا يكونُ إِلَّا للمذَكّر قَالُوا ثُعْلُبانٌ كَمَا أنَّ ألأفْعَى والضَّبُعَ والعَقْرَب يقعن على المُذَكَّر والمؤنَّث فَإِذا أَرَادوا مَا لَا يَكُونُ إِلَّا مذكَّراً قَالُوا أُفْعُوانٌ وضِبْعانٌ وعُقْرُبَانٌ وثُعْلُبانٌ قَالَ الشَّاعِر الثُّعْلُبان:

(أرَبُّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ برأسِه ... لقَدْ هانض مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِب)

وَمِنْهُم من يَقُول ثَعْلَب وثَعْلَبةٌ وَبهَا سميت هَذِه القَبيلة نَظِيره عَقْرَب وعَقْربة وَأنْشد أَبُو عبيد:

(كأنَّ مَرْعَى أمَّكمْ إِذا غَدَتْ ... عَقْرَبةٌ يكُومُها عُقْرُبَانُ)

مَرْعَى - اسمُ أُمِّهم فَلذَلِك نصبها وَقد قدَّمت فِي بَاب الثَّعالب فِي تصْرِيف هَذِه الكلمةِ مَا أغناني عَن إعادتِه هُنَا وَإِنَّمَا هَذَا مَوضِع جمل وقَصْدنا فِيهِ التَّنْبِيه على الأجْناسِ الثلاثةِ الَّتِي نوقِع نَحن اسمَ الْجِنس عَلَيْهَا وَهِي مَا لَا يَكُونُ إِلَّا مذكَّراً وَمَا لَا يكُون إِلَّا مؤنَّثاً وَمَا يكونُ مذَكَّراً ومؤنَّثاً فَأَما ثُعَلٌ وثُعالةُ فمختص بهما المذكَّر وَكَذَلِكَ الهِجْرِسُ قَالَ الراجز:

(فَهِجْرِسُ مَسْكَنُه الفَدَافِد ... )

ويُكْنَى أَبَا الحُصَيْن وظَاهرٌ من قَوْلهم أبٌ أَنه مختَصٌّ بِهِ المذَكَّر إِذا لم يقولُوا أمّ الحُصَينَ والذِّئب يقَع على المذَكَّر والمؤنَّث يُقَال ذئْبٌ ذكَر وذِئبٌ أنثَى وَحكي ذِئبة للْأُنْثَى فأمَا قَول جرير:

(جاءَتْ بِهِ الضَّبُع الحَصَّاءُ والذِّيْبُ ... )

<<  <  ج: ص:  >  >>