_ فَإِن خَلَّى وجوهَها إِلَى المَاء وتَرَكَها فِي ذَلِك ليلتَئذٍ ترعى فَهِيَ ليلةُ الطَّلَق وَقد أطْلَقْتُها حَتَّى طْلَقْتُ تَطْلُق طَلْقًا وطُلُوقًا فَإِذا كَانَت الليلةُ الثَّانِيَة فَهِيَ لَيْلَة القَرَبِ وَهُوَ السَّوْق الشَّديد وَقد أقْرَبتُها حَتَّى قَرَبَتْ تَقْرُب وَأنْشد
(إِحْدَى بَنِي جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بهَا ... لم تُمْسِ نَوْبًا مِنِّي وَلَا قَرَبًا)
_ والنَّوْبُ مَا كَانَ مِنْك مسيرةَ يَوْم وَلَيْلَة أَبُو حنيفَة قَرَبَت الإبلُ الماءَ تَقْرُبه قربا وَأنْشد
(قَطًا قارِبٌ أعدادَ حُلْوانَ نَاهِلُ)
_ ابْن دُرَيْد سُئِلَ أَعْرَابِي مَا القَرَبُ فَقَالَ سَيْرُ الليلِ لِوِرْدِ الغَدِ قيل فَمَا الطَّلَق فَقَالَ سَيْرُ الْيَوْم لِوِرْدِ الغِبِّ أَبُو عبيد إِذا كَانَت إبل الْقَوْم قَوَارِب فِي طلب المَاء قيل هم قاربون وَلَا يُقَال مُقْرِبون وَهَذَا الْحَرْف شَاذ ابْن السّكيت قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقسي أَي شَدِيد وَأنْشد
(وَهْنَّ بعدَ القَرَبِ القَسِيِّ ... مُسْتَرْعِفَاتٌ بِشَمَرْدَلِيِّ)
_ وَقَالَ قَرَبٌ جُلْذِيٌّ شَدِيد وَمِنْه الجِلْذَاءَةُ من الأَرْض وَهُوَ الصُّلْب الشَّديد وَقد تقدَّم ذكر هَذَا الِاشْتِقَاق فِي الجُلْذِيَّة من الْإِبِل أَبُو حنيفَة قَربٌ مُحَقْحِق وَهُوَ من الحَقْحَقَة الَّتِي هِيَ شدّة السّير وَقيل هِيَ سَيْرُ اللَّيْل من أوَّله وَقيل هُوَ كَفُ ساعةِ وإتعاب أُخْرَى وسَيْرُ حَقْحَاق شَدِيد وَقَالَ قَرَبٌ هَذْهَاذٌ بعيدٌ صَعْبٌ أبوعبيد القَرَبُ المُقَهْقِهُ أَرَادَ المُحَقْحِق من الحَقْحَقَة مقلوبُ مُبْدَلٌ حُوِّل الحاءُ هاءٌ بعد الْقلب كَمَا قَالُوا مَدَحْته ومَدَهْته صَاحب الْعين قَرَبٌ مُهَقْهَق ومُقَهْقِه من القهقهة وَهُوَ اصطدام الْأَحْمَال أَبُو عبيد خِمْسٌ قَسْقَاس وحَثْحَاث وقَعْقَاعٌ وبَصْبَاصٌ وصَبْاَبٌ وحَصْحَاصٌ وحَذْحَاذٌ كُله السَّيْر الَّذِي لَيست فِيهِ وَتِيرةٌ وَهِي الِاضْطِرَاب والفتور ابْن الْأَعرَابِي قَرَبٌ حُذَاحِذٌ كَذَلِك صَاحب الْعين سَار القومُ خِمْسًا بائِصًا مُعْجِلاً مُلِحًّا ابْن السّكيت قربٌ مُصْعَرٌّ شَدِيد قَالَ الشَّاعِر
(وَقد قَرَبْنَ قَرَبًا مُصْعَرًا ... إِذا الهِدَانُ حَار واسْبَكَرَّا)
أَبُو عبيد التحنيب شدَّة القَرَب للْمَاء وَأنْشد
(ورُبَّ مَفَازَةٍ قُذُفِ جَمُوح ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَب اغتيالاً)
_ قَالَ أَبُو على قَالَ اغتيالاً وَالْفِعْل تغول لِأَن معنى تَغُول وتَغْتَال سواءٌ أَبُو عبيد سَار فلانٌ على نَحْبٍ أَي جَهَدَ السّير وَنَحَّبَ القومُ جَدُّوا فِي عَمَلهم ابْن السّكيت سِرْنا ثَلَاثَ ليالٍ مُنَحِّباتٍ أَي دائبات وَقد وَقد نَحَّبْنَا سَيْرَنَا أَبُو عبيد نَحَّبَه السيرُ أجْهَدَهُ الْأَصْمَعِي إِذا أوردَها فالَّسْقية الأولى النَّهَل صَاحب الْعين نَهِلَتِ الأبل نَهَلاً وإبل نَوَاهِلُ أَو زيد نَهَلٌ ونَهِلَةٌ ونُهُول ابْن دُرَيْد نِهَالٌ كَذَلِك وَقد أنْهَلْتُهَا وَيكون النَّهَل فِي الْمَاشِيَة النَّاس والناهل والنَهْلَانُ من الأضداد يكونَانِ الرَّيَّان والعَطشانَ صَاحب الْعين المَنْهَل المَشْرَب ثمَّ كثر حَتَّى سميت منَازِل السُّقَّار مَنَاهِل والنَّاهِلَة الْمُخْتَلفَة إِلَى المَنْهَل أَبُو عبيد أنْهَلَ القومُ نَهِلَتْ إبلُهم الْأَصْمَعِي رَجُلٌ مِنْهَالٌ كثير الإِنْهَال أَبُو عبيد وَالثَّانيَِة العَلَلُ وَقد أعْلَلْتُهَا إِذا أصدرتَها وَلم تُرْوها حَتَّى عَلَّت تَعُلُّ وتَعِلُّ قَالَ عَرَض عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةِ مبعنى قَول العامَّة عَرْضٌ سابريٌّ أَبُو حنيفَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute