ذَلِك فلآخذ فِي ذكر الْأَبْنَاء كَمَا فعلت فِي الإِباء والأمهات، قَالَ عَليّ بن حَمْزَة: قَالَ الْأَحول: ابْن السّبيل: المُنقطِع بِهِ، وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى: (والغارمين وَفِي سَبِيل الله وابْن السّبيل) . ابْن السّبيل الضّيف. وَقَالَ الوَهْبِيّ: ابْن السّبيل: الْغَرِيب الَّذِي أَتَاك بِهِ الطّريق، وَأنْشد: ومَنْسوبٍ إِلَى من لم يَلِدْهُ كَذَاك اللهُ نَزَّلَ فِي الكتابِ وَقَالَ: أَرَادَ ابْن السّبيل، وَالْجمع: أبْناء السّبيل، وَأنْشد: حُبَّ بكِ يَا جَرادُ أرْضاً وإنْ جاعتْ بك الأكباد وضاقَتْ الأمعاء والأَوْرادُ وَلم يكنْ فيكِ لنا عَتادُ وَلَا لأبْناءِ السّبيلِ زادُ وَالْقَوْل فِي ابْن السّبيل: قَول الْوَهْبِي أَنه الْغَرِيب الَّذِي أَتَى بِهِ الطّريق، لِأَن الرّاعي يَقُول: عَلى أكْوارِهِنَّ بَنو سبيلٍ قَليلٌ نَوْمُهُم إلاّ غِرارا وَقَالَ الآخر: سأبْغي الغِنى إمّا نَديمَ خَايفة يَقولُ سَواءً أَو مُخيفَ سبيلِ وقالتّ جُمْل بنت أسْوَد: تَطَلُّ لأبناءِ السّبيلِ مُناخةً على الماءِ يُعطى دَرُّها ورقابها وَمن هُوَ على المَاء فَلَيْسَ بمنقطع بِهِ وَالصَّدَََقَة فَلَيْسَتْ للأضياف، وَقد قَالَ الله تَعَالَى (إِنَّمَا الصَّدقَات للفُقراءِ والمساكينِ والعامِلينَ عَلَيْهَا والمُؤَلَّفَةِ قُلوبهُم وَفِي الرّقابِ والغارِمين وَفِي سَبيلِ الله وابْن السّبيلِ) . فَقَوْل الْوَهْبِي أشبَهُ الْأَقْوَال بِالصَّوَابِ، وَيُقَال مَا أَنا فِي هَذَا لأمر بابْن دَأْثاء، وابْن ثَأْداء وَهِي الأَمَة إِذا لم تكن فِيهِ عَاجِزا، وكَلَّم بهَا أَبُو مُسلم رُؤْبة فَلم يَدْرِ مَا قَالَ لَهُ فَسَأَلَ عَنْهَا فِي الحَيِّ فأُخبِر بهَا. ابْن السّكيت ابْن ثَأْداء أَي ابْن أَمةٍ، وابْن ثَأْطاء أَي إِنَّه رِخْوٌ كالحَمْأَة، عَن أَبُو عُبَيْدة وَكَذَلِكَ قد يُقَال ثَأْطاء، وَرَوَاهُ بعض الرّواة، وَكَذَلِكَ مَا هُوَ بابْن ثَأْطان وثَأَطان، وَهُوَ مَأْخُوذ من الثّأْطَة وَهِي الرّدَغَة، وَهِي الوَحَل، وَلست أَثِق بقول هَذَا الرّاوي فِي التّحريك وَلَا فِي إِيرَاد النّون فِي ثأطان، وَالله أعلم. وَقَالَ الْأَحول إِذا لَؤُمَ الرَّجُل قيل هُوَ ابْن تُرْنى، وابْن فَرْتَنى، وَأنْشد الْأَخْفَش فإنَّ ابْن تُرْنى إِذا جِئْتُكُم أرَاهُ يُدافِعُ قَوْلاً عَنيفا أَي قولا غير حسن، وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: ابْن تُرْنى وابْن فَرْتَنى: ابْن أَمَة، وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب: فإنَّ ابْن تُرْنى إِذا جئتُكم أرَاهُ يُدافعُ قَوْلاً بَريحا بَريح: تبلغ مِنْهُ المَشَقَّة، وَحكى الْأَحول أَن فَرْتَنى عِنْد مَعَدٍ الْأمة، وَعند أهل الْيمن: الْفَاجِرَة. وَقَالَ الْأَشْهب بن رُمَيْلة:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute