فهُمْ شَرُّ الشَّوايا من ثَمودٍ وعَوفٌ شَرٌّ متَعِلٍ وحافِ وَيَقُولُونَ: عَيِيٌّ شَيِيٌّ وَأَصله شَوِيّ وَلكنه أُجْرِيَ على لفظ الأول ليَكُون مثله وَيَقُولُونَ: عَريض أَريض فالأريض: الخَليق للخَير الجَيِّدُ النَّبات، يُقَال أَرض أَريضة، قَالَ الشَّاعِر: بلادٌ عَريضةٌ وأرضٌ أَريضةٌ مَدافِعُ غَيثٍ فِي فَضاءٍ عَريض قَالَ الْفَارِسِي: وَيَقُولُونَ: امرأةٌ عَريضة أَريضة: أَي كَامِلَة وَلود فلي أَريضة إتْباعاً لعريضة لِأَن ابْن الْأَعرَابِي حكى أرضٌ أَريضة: كَرِيمَة تَطْرَح بَال وَلَقَد شَرِبْتُ الخمرَ فِي حانوتِها وشَرِبْتها بأَريضةٍ مِحْلالِ وَيَقُولُونَ: غَنِيٌّ مَلِيٌّ وَهُوَ بِمَعْنى غَنِيّ وَيَقُولُونَ: خَبيثٌ نَبيث: فالنَّبيث يُمكن أَن يكون الَّذِي يَنْبُث أمورَ النَّاس: أَي يسْتَخرِجها وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم نَبَثَ البِئْر أَنْبُثُها: إِذا أخرجت نَبيثها وَهُوَ تُرابها وَكَانَ قِيَاسه أَن يَقُول خَبيثٌ نابِث فَقيل نَبيث لمجاورته لخَبيث وَيَقُولُونَ: خَبيث مَجيث كَذَا حكى ابْن الْأَعرَابِي بِالْمِيم وَأَحْسبهُ لُغَة فِي نَجيث أُبْدِل من النُّون وخَفيفٌ ذَفيف، والذَّفيف: السَّريع وَمِنْه سُمي الرجل ذُفافة وَيُقَال ذَفَّفَ على الجَريح: إِذا أَجْهَز عَلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: قَسيمٌ وَسيم: فالقَسيم الْجَمِيل الحَسَن ويُقال رجل قَسيم وَامْرَأَة قَسيمة والقَسام: الحُسْن وَالْجمال، وَأنْشد يَعْقُوب: يُسَنُّ على مَراغِمها القَسامُ وَقَالَ العجاج: ورَبِّ هَذَا البَلَدِ المُقَسَّمِ أَي المُحَسَّن، قَالَ الشَّاعِر: ويَوْماً تُوافينا بَوْجهٍ مُقَسَّمِ كأنْ ظَبْيَه تَعْطو إِلَى وارِقِ السَّلَمْ أَي مُحَسَّن والوَسيم: الحَسَن الجميلُ أَيْضا يُقَال رجلٌ وَسيم وَامْرَأَة وَسيمة، والمَيْسَم: الحُسْن والجَمال، قَالَ الشَّاعِر: لَو قٌلتَ مَا فِي قَومِها لم تِيثَمِ يَفْضُلُها فِي حَسَبٍ ومِيسَم قَالَ الزّجاج: لَيْسَ وسَيِمٌ إتباعاً لقَسيم كَمَا أَن قَوْلهم مَليح صَبيح لَيْسَ صَبيح إتباعاً لمَليح وَإِنَّمَا يكون اللَّفْظ مَقْضِيَّاً عَلَيْهِ بالاتباعإذا لم يكن كَقَوْلِهِم عَطْشان نَطْشَان فنَطْشان لَا يُفصَل من عَطْشَان وَلذَلِك قيل فِي نَحْو هَذَا إتباع لِأَنَّهُ لَا معنى لَهُ إِذا جيءَ بِهِ وحدَه فَأَما وَسيم فقد جَاءَ دونَ قَسيم وَيَقُولُونَ: قَبيح شَقيح فالشَّقيح مَأْخُوذ من قَوْلهم شَقَّح البُسْرُ: إِذا تَغَيَّرت خُضرتُه بحُمْرة أَو صُفْرة وَهُوَ حينئذٍ أَقْبَحُ مَا يكون وَتلك البُسْرَة تسمَّى شَقْحَة وحينئذٍ يُقَال أَشْقَح النخلُ فَمَعْنَى قَوْلهم قَبيح شَقيح: مُتناهي القُبْح وَيُمكن أَن يكون بِمَعْنى مَشْقوح من قَول الْعَرَب لأَشْقَحَنَّكَ شَقْحَ الجوْزِ بالجَنْدَل: أَي لأُكَسِرَنَّكَ، فَيكون مَعْنَاهُ قَبيحاً مَكسوراً. وَقَالَ اللحياني: شَقيح لَقيح فالشَّقيح هَهُنَا: المَكسور على مَا ذكرْنا واللَّقيح مَأْخُوذ من قَوْلهم لَقِحَت الناقةُ ولَقِحَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute