(هُمُ أنْشَبُوا زُرْقَ القَنَا فِي صَدُرِهمْ ... وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ من حَيْثُ طائِرُه)
فقد قدَّمت أَن المعنِيَّ بالطائِر الدِّماغُ سمي بذلك من حيثُ قيل لَهُ فَرْخ وَيُقَال للذّكر من الفَأْر جُرَذٌ بِالذَّالِ معجمةٌ والفَأْرة يَقَع على المذكَّر والمؤنَّث وَيُقَال للمذكر والمؤنث دِرْص وَيُقَال فِي الْجمع دُرُوص قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(أذلكَ أمْ جَوْنٌ يُطارِد آتُنًا ... حَمَلْن فأرْبَى حَمْلِهنَّ دُرُوص)
قَوْله أذلك يَعْنِي النَّعام شِبْه ناقتِي أم جَوْن يَعْنِي حِمَاراً يَضْرِب إِلَى السَّواد وَقَوله فأرْبَى - أَي فأعظَمُ حَمْلِهن مثلُ ولَدِ الفأرةِ وَيُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى من النَّحل نَحْلة وَيُقَال للذّكر أَعنِي الفَحْل يَعْسُوبٌ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(تَنَمَّى بهَا اليَعْسُوبُ حَتَّى أقْرَّها ... إِلَى مَأْلَفٍ رَحْبٍ المَبَاءةِ عاسِلِ)
أَي ذِي عَسَل وَيُقَال لَهُ أَيْضا المَلِك والأمِير والفَحْلُ فَأَما اليَعْسُوب الَّذِي هُوَ شَيْء أصغَرُ من الجَرادةِ طَوِيلُ الذَّنَب فَلَا أعلم كَيفَ يُقَال لأنثاه غير أَن الفارسيَّ قَالَ فِي كتاب التَّذْكِرَة اليَعْسُوبة - شَيْء شِبْه الجَرادةِ وأصغَرُ مِنْهَا طوِيلُ الذَّنَب هَكَذَا وَجدتهَا فِي التذْكِرة بِالْهَاءِ فَلَا أدْرِي أهوَ ضَبطه أم هُوَ غَلَط من النَّاقِل وَلَيْسَ فِي الْكتاب لفظ يُصرِّح بِهَذَا وَيُقَال للذّكر من الخَنَافِس خُنْفُس وَالْأُنْثَى خُنْفُساء وَقَالَ العُقَيْلِيُّون: هَذَا خُنْفُس ذكر للْوَاحِد والخُنْفُس للكَثِير وبَنُو أَسد يَقُولُونَ للخُنْفُساء خُنْفُسة وَقَالَ بَعضهم: رَأَيْت خُنْفُساً على خُنْفُسَة والحُنْظُب - ذكرٌ من الخَنَافس فِيهِ طُول وَجمعه حَنَاظِبُ قَالَ حسان:
(وأُمُّك سَوْداءُ موْدُونةٌ ... كأنَّ أنَامِلَها الحُنْظُبُ)
والجُلَعْلَعَة من الخَنافِس - يَقع على المذكَّر والمؤنَّث والجَرادة تَقَع على الْمُذكر والمؤنث وَأنْشد:
(مُهَارِشَةَ العِنَانِ كأنّ فِيهِ ... جَرادةَ هَبْوةٍ فِيهَا اصْفِرارُ)
وَقَالَ الشَّاعِر أَيْضا:
(كأنّ جَرادةً صَفْراءةَ طارَتْ ... بالْبابِ الغَواضِرِ أجْمَعِينَا)
فأخرَج صَفراءَ وطارتْ مخرَجَ جَرَادة وَإِن كَانَ الْمَعْنى للذّكر لأنّ الصُّفْرة لَا تكون إِلَّا للذّكر وَإِذا كَانَ ذَكَراً كَانَ أخفَّ لَهُ وَإِذا كَانَت فِيهِ هَبْوَةٌ كَانَ أسرَعَ لَهُ وَأَرَادَ أَيْضا التذكيرَ بِظَاهِر اللَّفْظ وباطن المَعْنَى بقوله فِيهِ والعَرَب تَقول نَعامةٌ ذكَرٌ وَيُقَال للذَكَر من الجَرَاد العُنْظَب وَجمعه عَنَاظِبُ قَالَ الراجز:
(لسْتُ أُبَالِي أنْ يَطِيرَ العُنْظَب ... إِذا رأيْتُ عِرْسَه تَقَلَّبُ)
والسَّخْلَة والبَهْمَة يكُونانِ للمذكَّر والمؤنَّث يُقال لأوْلادِ الغَنَم ساعةَ تَضَعُها من الضَّأْن والمَعزِ ذَكَراً كَانَ الوَلدُ أَو أنثَى سَخْلة وَجَمعهَا سِخَال ثمَّ هِيَ البَهْمة للذّكر والأنثَى وَجَمعهَا بَهْم قَالَ الْمَجْنُون:
(تَعَلَّقْت لَيْلَى وهْيَ ذاتُ مُؤَصَّد ... وَلم يَبْدُ لأتْرابِ من ثَدْيِها حَجْمُ)
(صَغِيريْنِ نَزْعى إلَبَهم يَا لَيْتَ أنَّنا ... إلَى اليَوْمِ لم نَكْبَرْ وَلم يَكْبَرِ البَهْمُ)
وحكَى الفارسيُّ عَن ثعلبٍ بِهَامٌ والْعِسْبَارَة - ولَدُ الضَّبُع من الذِّئْب يَقَع على المذكَّر والمؤنث ويُقال لولَدِ الضَّبُع الفُرْعُل وَالْأُنْثَى فُرْعُلَة وَقَالُوا الفَرَاعِلَة جعَلُوه من بَاب الملائِكَة وَقد يَحذِفُون الْهَاء ولولد الذِّئْب من