{يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَل كلُّ مُرْضِعةٍ عَمَّا أرضَعَتْ} [الْحَج: ٢] فَهَذَا للفعْل قَالَ: فَإِذا أردْتَ النَّعْت ألقَيْتَ الْهَاء كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس:
(ومِثْلكِ حُبْلَى قدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعاً ... فألْهَيْتُها عَن ذِي تَمَائِمِ مُغْيَلِ)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُرْضِع - الَّتِي بهَا لَبَنُ رَضاعٍ فَهِيَ بِمَا أرْضعَتْ مُرْضِع واحْتَجَّ بقول امْرِئِ الْقَيْس المتقدِّمِ الذَّكر وَيُقَال فِي جَمْع المُرْضع مَرَاضِعُ ومَرَاضِيعُ قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {وحَرَّمْنا عَلَيْهِ المَراضِعَ من قَبْلُ} [الْقَصَص: ١٢] وَقَالَ أُميَّة بنُ أبي عائِذٍ الهُذَلي:
(ويَأْوِي إِلَى نِسْوةٍ بائسَات ... وشُعْثٍ مَرَاضِيعَ مِثْلِ السَّعَالِي)
وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ وشُعْثاً بالنصْب على الذَّمِّ وَإِن كَانَ نكِرةً لِأَنَّهُ مفْعُول قَالَ: لِأَنَّهُ لما قَالَ ويَأْوِي إِلَى نِسوةٍ عُطَّل عُلِمَ أَنهم شُعْث وَلكنه قَالَ وشُعْثاً تَشْنِيعاً لهنَّ وتَشْوِيهاً لخَلْقِهنَّ وَإِن شئتَ جَررْت على الصِّفَة وَزعم يُونُسُ أنَّ ذَلِك أكثَرُ كَمَا قَالَ:
(بأعْيُنٍ مِنْهَا مَلِيحاتِ النُّقَبْ ... شَكْلِ التِّجَار وحَلالِ المُكْتَسَبْ)
وَهَاهُنَا احتِجاجٌ للفريقَيْنِ وَلَيْسَ من غَرَض هَذَا الْكتاب فَلذَلِك تَركْناه وَامْرَأَة مُغْيِل - تُرْضِع ولَدَها وَهِي حامِلٌ والغَيْل ذَلِك اللبنُ ومُرْغِثٌ - مُرْضِع ومُحْمِل - يَغْزُر لبَنُها من غير حَمْل وَكَذَلِكَ الناقةُ وامْرأةٌ مُوسِقٌ - مَعها ولَدُها وَكَذَلِكَ الظَّبْية وامْرأةٌ مُمِيت - إِذا ماتَ ولَدُها وَكَذَلِكَ الناقةُ ومُثْكِل - ثاكِلٌ ومُغِيب ومُغِيب ومُغْيِبة - إِذا كَانَ زوجُها غائِباً ومُشْهِد - إِذا كَانَ شاهِداً ومُشْبِل - إِذا أقامَتْ على أوْلادَها بَعْدَ زَوجِها فَلم تَتَزَوَّج ومُحِدٌّ - إِذا تَركَت الزِّينةَ للعِدَّة ومُوتِمٌ - إِذا صارَ وَلَدُها يَتِيماً ومُوْمِس - للفاجِرَة مُجَاهرةً وَلَا فِعْلَ لَهَا ومُصِنُّ - إِذا عَجَّزتْ وفيهَا بَقِيَّة وامْرَأة مُسْلِف - نَصَفٌ وَقيل - هِيَ الَّتِي بَلَغتْ خمْسا وأربَعين ونحوَها وامرأةٌ مُسْبِل - إِذا أسْبلَتْ ذَيْلها وامرأةٌ مُدِرٌّ - إِذا فَتَلت المُغْزَل فَتْلاً شَدِيدا كأنَّه واقفٌ من دَوَرانه وفَرَس مُقِصٌّ - إِذا كَرِهَت الفَحْل من حَمْل أَو غيْرِه وَقيل المُقِصُّ - الحامِلُ وَكَذَلِكَ المُعِقُّ وفَرَس مُمْهِر - ذاتُ مُهْر ومُفْلٍ - ذَات فَلُوِّ وَكَذَلِكَ الأتَانُ ودابَّة مُضْلِع - لَا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْل وناقةٌ مُبْلِم - إِذا وَرِم حَياؤُها من الضَّبعَة وَقيل - هِيَ الَّتِي لَا تَرْغُو من شِدَّة الضَّبَعة وَقيل - هِيَ الَّتِي لم تُنْتَج وَلَا ضَرَبَها الفحلُ وناقةٌ مُهْدِم - إِذا اشْتَدَّت ضَبَعتُها فياسَرتِ الفَحْلَ وَلم تُعاسِرْه وناقة مُوْسِق - للَّتِي جَمَعتْ ماءَ الفَحْل فِي رَحمِها وَقيل - هِيَ الغَزِيرة اللَّبَنِ وناقةٌ مُرْتِج - إِذا أغْلقتِ الرَّحِمَ على المَاء وناقةٌ مُلْمِع - إِذا رفَعت ذَنَبها فعُلِم أنَّها لَقِحت وَكَذَلِكَ إِذا تحرَّك ولَدُها فِي بَطْنها وأتَانٌ مُلْمِع مثلُه وناقةٌ مُبْرِق - تشُول بذَنَبها عِنْد اللَّقاح ومُبْشِر كَذَلِك وناقةٌ مُشْرٌِ - إِذا أشْرَق ضَرعُها فوقَع فِيهِ اللَّبَنُ ومُبْسِق - إِذا وَقَع اللِّبَأُ فِي ضَرْعها وَكَذَلِكَ الجاريَةُ البِكْر - إِذا جَرَى اللبنُ فِي ثَدْيها وناقة مُدْرِئٌ - إِذا أنْزَلت اللبَنَ وَكَذَلِكَ مُدَرِّئٌ وَقيل - وَهُوَ إِذا استَرْخَى ضَرْعَها ومُفْكِه - يُهرَاق لَبنُها عِنْد النِّتَاج ومُمْرِج - إِذا ألْقتْ وَلَدها وَهُوَ غِرْس ودَمٌ ومُمْلِطٌ ومُمْلِص - إِذا ألقتَتْ جنِينَها وَلَا شعَرَ عليهومُجْهِض ومُزْلِق - إِذا ألقَتْه وَقد شَعَّر وَقد يُوصَف بِهِ الفرسُ وناقة مُسْلِب ومُمْرِط - إِذا ألقَتْ ولَدَها من قَبْل أَن يَتِمَّ ومُرْكِض - إِذا تحرَّك ولَدُها فِي بطنِها وناقةٌ مُعْجِل - تُنْتَج قبل أَن يستكْمِل الحوْلُ فيَعِيش ولَدُها وناقة مُخْدِج - إِذا ولَدَتْه لتَمام الوقْتِ وَهُوَ ناقِصُ الخَلْق وناقة مُغْرِقٌ - تُلْقِي ولَدَها لتَمامٍ أَو غيْرهِ فَلَا تُظْأر وَلَا تُحْلَب وَلَيْسَت مَرِيَّةً وَلَا خَلِفَةً وناقةٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute