للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(النَّار) أُنْثَى وتكسيرها نِيرانٌ ونُورٌ ونِيَرةٌ وأَنْؤُرٌ منقلبة وَأنْشد الْفَارِسِي:

(فَلَمَّا فَقَدْتُ الصَّوْتَ مِنْهُم وأُطْفِئَتْ ... مَصابيحُ مِنْهُم بالعِشَاءِ وأَنْؤُرُ)

وَالدَّلِيل على صِحَة الْقلب قَوْلهم: تَنَوَّرْتُ النارَ أَي نظرتُ إِلَيْهَا وَزعم الْفَارِسِي أَن النَّار والنُّورَ من بَاب العِدْلَ والعَدِيلِ وحكة أَنْؤُرٌ والإِبدالُ عِنْده أَكثر لخفة الْهمزَة وَقَالُوا: أَنَرْتُ لَهُ وَلَيْسَ النُّورُ الَّذِي هُوَ نقيض الظُّلْمَة بِجمع إِنَّمَا هُوَ اسْم كالضَّوْءِ والضُّوْءِ قَالَ أَبُو حَاتِم: وَكَذَلِكَ نَار الحَرْب والسَّمَةِ والمَعِدَةِ قَالَ أَبُو حنيفَة: وَقد حُكيَ فِي النَّار التَّذْكِير وَهِي قَليلَة وَجَمِيع أَسمَاء النَّار (وَالدَّار) أُنْثَى وألفها منقلبة عَن وَاو بِدَلِيل قَوْلهم تَدَوَّرَا دَارا - أَي اتَّخَذَها فَأَما قَوْلهم: دَيَّارٌ فَزعم أَحْمد بن يحيى أَنَّهَا معاقبة وَزعم غَيره من النَّحْوِيين أَنه فَيْعَالٌ فَأَما دَيُّورٌ فَفَيْعُولٌ عِنْدهم وَجمع الدَّار أَدْؤُرٌ وَحكى أَبُو الْحسن أَدْوُر ذكرهَا عِنْد الْفَارِسِي وَقَالَ هُوَ على القَلْبِ وَقد أَبَنْتُ وَجْهَ ذَلِك وأوردتُ تعليلَه فِيهِ فَأَما جمعه الْكثير فَدُورٌ وَحكى سِيبَوَيْهٍ دُورٌ ودُوراتٌ وَقد كُسِّرَت الدارُ على الدِّيارِ والدِّيرانِ والدَّارُ البَلَدُ يَجْرِي هَذَا المجرى فِي التَّأْنِيث والتكسير وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: تَقول الْعَرَب هَذِه الدَّار نعمت البلدُ فَأَما قَوْله:

(هَل تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ ... والدَّجْنُ يَوْمًا والسَّحابُ المَهْمُور)

(لِكُلِّ رِيحٍ فِيهِ ذَيْلٌ مَسْعُور ... )

فَإِنَّهُ ذَكَّر على معنى الْمَكَان وَقَالُوا: الدارُ الدُّنْيا والدارُ الْآخِرَة فَأَما قَوْله: {وَلَدَارُ الآخِرةُ} [يُوسُف: ١٠٩] فعلى إِرَادَة الْحَيَاة الْآخِرَة

(الأَرْض) مُؤَنّثَة وَالْجمع أَرَضُون وفتحوا الرَّاء لِيُشْعِرُوا بالتغيير والإخراج لَهُ عَن بَابه والفتحة هُنَا بِإِزَاءِ الكسرة فِي قَوْلهم ثِبُونَ وبابه فِي أَنَّهَا مَوْضُوعَة للإشعار بالتغيير وجمعوها بِالْوَاو وَالنُّون وَإِن كَانَ ذَلِك من خَواص جمع من يَعْقِل ذَهَابًا إِلَى تفخيمها وتكسيرها عَزِيز وَلكنه قد كُسِّرَ وَلَيْسَ بذلك الفاشي قَالُوا: أُرُوضٌ وآراضٌ وأرَاضٍ وأَرْضُ الدابةِ قوائمُها يَجْري هَذَا المَجْرَى وَهِي اسْتِعَارَة كَمَا قَالُوا لأعلاها سَمَاء وَأنْشد:

(إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أَرْضُهُ من سَمَائِهِ ... جَرَى وَهُوَ مَوْدُوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ)

والأرضُ - الزَّكْمَةُ تَجْرِي هَذَا المَجْرى فِي التَّأْنِيث فَأَما قَوْله تَعَالَى: {إِلَاّ دَابَّةُ الأرضِ} [سبأ: ١٤] فَذهب بَعضهم إِلَى أَنَّهَا الأَرَضَة يُقَال أُرِضَ الجِذْعِ أَرْضاً وأَرِضَ أَرَضاً - إِذا أكلتْهُ الأَرَضَةُ يُقَال دَابَّة الأرضِ كَمَا قَالُوا دابَّةُ القَرْضِ نَسَبَها إِلَى فِعْلِها وَإِلَيْهِ ذهب أَبُو حَاتِم فِي الْآيَة

(والفِهْر) مُؤَنّثَة وَهِي حَجَرَ يمْلَأ الكَفَّ والجمعُ أفْهار

(والعَرُوضُ) من الشِّعْرِ وَغَيره مُؤَنّثَة وَأنْشد:

(مَا زَالَ سَوْطِي فِي قِرَابِي ومِحْجَنِي ... وَمَا زِلْتُ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ أَذُودُهَا)

والعَرُوضُ - نَاحيَة مَعْرُوفَة من الأَرْض مُؤَنّثَة يُقَال وَليَ فلانٌ مَكَّة والعَرُوضَ لتِلْك النَّاحِيَة وَقيل اسْتُعْمِلَ فلانٌ على العَرُوضِ - يَعْنِي مَكَّة وَالْمَدينَة واليمن وَلَيْسَت هَذِه الْمَسْأَلَة عَرُوض هَذِه - أَي مثلهَا وَيُقَال نَاقَة عَرُوض - إِذا لم تُرَضْ وَكَذَلِكَ نَاقَة قَضِيبٌ وعَسِيرٌ

(والنَّعْلُ) من نِعَالِ الأَرْجُل مُؤَنّثَة وَكَذَلِكَ النَّعْلُ من نِعال السُّيُوفِ والنَّعْلُ - الحَرَّة وَمِنْه قَول الشَّاعِر:

<<  <  ج: ص:  >  >>