للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجل وَفِيهِمْ يَقُول الشَّاعِر:

(وإنَّا أُناسٌ لَا نَرَى القَتْلَ سُبَّةً ... إِذا مَا رَأَتْهُ عامِرٌ وسَلُولُ)

يُرِيد عامِرَ بن صَعْصَعَة وسَلُولَ بن مُرَّة بن صَعْصَعَة قَالَ: وَفِي قُضاعة سَلُولُ بِنْتُ زَبَّانَ بن امْرِئ الْقَيْس بن ثَعْلَبَة بن مَالك بن كنَانَة بن القَيْنِ بنِ جِسْرٍ وَفِي خُزاعة سَلُولُ بن كَعْب بن عَمْرو بن ربيعَة بن حَارِثَة على أَن سِيبَوَيْهٍ ذكر سَلُولَ فِي مَوضِع الأَوْلَى بِهِ أَن يكون مَرَّةً أَبَا ومَرَّةٌ أُمًّا لِأَنَّهُ قَالَ أما مَا يُضَاف إِلَى الْآبَاء والأمهات فنحو قَوْلك هَذِه بَنُو تَمِيم وَهَذِه بَنُو سَلُول فَجمع الآباءَ والأمهات وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الْكَلَام وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: مِمَّا يُقَوِّي أَن اسْم الْأَب يكون للقبيلة أَن يُونُس زعم أَن بعض الْعَرَب يَقُول هَذِه تميمُ بِنْتُ مُرٍّ وقَيْسُ بِنْتُ عَيْلَانَ وتَمِيمُ صاحبةُ ذَاك لما جَعَلَهَا مؤنثاً نَعَتَها بِبِنْتِ ومثلُ ذَلِك تَغْلِبُ بِنْتُ وَائِل وَمِمَّا يُقَوِّي أَنهم يجْعَلُونَ اسْم الْأَب أَو الْأُم اسْما للحيّ أَنهم يَقُولُونَ باهلةُ بْنُ أَعْصُرَ وباهلةُ امْرَأَة وَهِي أم الْقَبِيلَة فَلَمَّا جعلهَا اسْما للحيّ والحيّ مُذَكّر مُوَحَّد وصَفَهَا بِابْن لِأَنَّهُ قد صَار كَلَفْظِ الرجل وَرُبمَا كَانَ الْأَكْثَر فِي كَلَامهم فِي بعض الْآبَاء أَن يكون اسْما للقبيلة وَفِي بَعضهم يكون اسْما للْأَب أَو للحيّ فَإِذا قلت هَذِه سَدُوسُ فأكثرهم يَجعله اسْما للقبيلة وَإِذا قلت هَذِه تميمٌ فأكثرهم يَجعله اسْما للْأَب وَإِذا قلت هَذِه جُذامُ فَهِيَ كَسَدُوسَ فَإِذا قلت من بني سدوسٍ أَو بني تميمٍ فالصرفُ لِأَنَّك قَصَدْتَ قَصْدَ الأبِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما أسماءُ الأَحْيَاءِ فنحوُ مَعَدِّ وقُرَيْشٍ وثَقِيفٍ وكلِّ شيءٍ لَا يجوز لَك أَن تَقول فِيهِ من بني فلَان وَلَا هَؤُلَاءِ بَنو فلَان فَإِنَّمَا جعله اسْمَ حَيّ الْعم أَن الَّذِي لَا يُقَال فِيهِ بَنو فلَان على ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا: أَن يكون لقباً للقبيلة أَو للحي وَلم يَقع اسْما وَلَا لقباً لأَب وَالْآخر أَن يكون اسْما لأَب ثمَّ غلب عَلَيْهِم فَصَارَ كاللقب لَهُم واطُّرِحَ ذكرُ الْأَب فَأَما مَا يكون لقباً لجماعتهم فَيجْرِي مرّة على الْحَيّ وَمرَّة على الْقَبِيلَة فَهُوَ قريشٌ وثقيفٌ على أَنه قد يُقَال إِنَّه اسْم وَاحِد مِنْهُم وَأما مَا كَانَ اسْما لرجل مِنْهُم فنحوُ مَعَدٍّ وَهُوَ مَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ وَهُوَ أَبُو قبائل ربيعَة ومُضَر وكَلْبٍ وَهُوَ كلب بن وَبْرَة وَلَا يسْتَعْمل فِيهِ بَنو وَقد اسْتعْمل بعض الشُّعَرَاء فَقَالَ:

(غَنِيَتْ دَارُنَا تِهَامَةَ فِي الدَّهْرِ ... وفيهَا بَنُو مَعَدٍّ حُلولاً)

فَمن جعل هَذِه الْأَسْمَاء لجملة الْقَوْم فَهُوَ يُجْرِيه مرّة اسْما للحيّ وَمرَّة اسْما للقبيلة وَإِذا جعله اسْما للحي وذكرّ وَصرف وَإِذا كَانَ اسْما للقبيلة أنث وَلم يصرف على مَا شَرّ حتُ قبلُ قَالَ الشَّاعِر:

(غَلَبَ المَسَامِيحَ الوَلِيدُ سَمَاحَةً ... وَكَفَى قُرَيْشَ المُعْضِلَاتِ وَسَادَهَا)

وَقَالَ الشَّاعِر أَيْضا:

(وَلَسْنَا إِذَا عُدَّ الحَصَى بِأَقِلةٍ ... وَإِنَّ مَعَدَّ اليَوْمَ مُودٍ ذَلِيلُها)

وَقَالَ زُهَيْر أَيْضا:

(تَمُدُّ عليهمْ من يَمِينٍ وأَشْمُلِ ... بُحُورٌ لَهُ من عَهْدِ عادٍ وتُبَّعَا)

فَلم يصرف عادَ وتُبَّع لِأَنَّهُ جَعلهمَا قبيلتين وَمثله قَول الشَّاعِر:

(لَوْ شَهْدَ عَادَ فِي زَمَانِ عادِ ... لابْتَزَّهَا مَبَارِكَ الجِلَادِ)

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَتقول هَؤُلَاءِ ثَقِيفُ بنُ قَسِيٍّ فتجعلُه اسْمَ الحَيِّ وَتجْعَل ابْن وَصْفاً كَمَا تَقول كُلٌّ ذاهبٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>