للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَمعنى هَذَا ان العرَب تزعمُ أَنه إِذا قُتِل رجُلانِ فَجَرَى دَمَيَاهُمَا على سَنَنِ وَاحد ثمَّ التقَيَا حُكِم عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا كَانَا مُتَحَابَّين فَإِن لم يلتَقِيا حكم علهيما أَنَّهُمَا كَانَا مُتَشَانِئين قَالَ وَلَيْسَ قَوْلهم دَمَيْت إصبعْه بِدَلِيل أَن اللَّام ياءَ لِأَن الْوَاو تنقلبُ فِي مثل هَذَا يَاء وَجمع الدَّم دِمَاء ودُمِيُّ وَحكى ابْن جنى فِي جمعه أدْمَاءُ وَأنْشد

(قُلْتُ أيَا تَسْفِك أدْمَاءَهُم ... تَقِ الَّذِي يَعْلَم مَا تَفْعَل)

قَالَ ويحتُّج بِهَذِهِ اللَّفْظَة من أدَّعى أَن دَمًا فَعَلَ لِأَنَّهُ كسر على أفْعال قَالَ أَبُو عَليّ وَذكر لي بعضُ أهل اللغُّة أَن الدَّم يَقع على الخَمْر وَذَلِكَ أَنه رأى فِي بَيت دَمَ الكَرْمِ فتَوهَّمه اسْما لَهَا فَقلت لَهُ هَذَا خطأ لَيْسَ بأسم نلخمْر وَإِنَّمَا هُوَ تَشْبِيه لَهَا بِالدَّمِ وَهَذَا كَمَا قيل لإبْنَةِ الخُسْ مَا مِائّة من الْإِبِل فَقَالَت غِنّى قيل لَهَا فَمَا مائَةّ من الغَنَم قَالَت قِنَى قيل لَهَا فَمَا مائةّ من الخَيْلِ قَالَت مُنَى وَقيل قَالَت لَا تُرَى فالقنى لَيْسَ بواقع على مائَة من الْغنم كالقَوْط والغِنَى لَيْسَ بواقع على مائَة من الْإِبِل كهُنَيدة وَكَذَلِكَ مُنّى وَلَا تُرَى وكتسمية أبي النَّجْم الحِرْباءَ الشَّقِيَّ وَلَيْسَ باسم لَهُ وَلكنه سَمَاء بالشَّقِيِّ لأتقائه الشَّمْس بِرَأْسِهِ أبجاً ليبقي بذلك جسدَه فَهُوَ من ذَلِك فِي شَقَاء وتعب ابْن جني الدَّما لُغَة فِي الدَّم مقصورُ كالقَفَا وَعَلِيهِ وجْه قَوْله

(ولَكِنْ على أرْمَاحِنا يَقْطُر الدَّمَا ... )

فَأَما قَوْله

(فَإِذا هِيَ بِعِظَامٍ ودَمَا ... )

فقد يكون محمُولاً على الْمَعْنى لِأَن فِي الْكَلَام معنَى الموافَقة والوُجُوج وَقد يكونُ مَقْصوراً على مَا تقدم فِي الأول أَبُو عبيد النَّفْس الدَّمُ وَقَالَ بَصِيرة من دَمٍ ودُفْعَةُ وَهُوَ الشَّيْء من الدمِ وَقيل البَصِيرة مَا كَانَ على الأَرْض وَأنْشد

(رَاحُوا بَصَائِرُهُمْ على أكْتَافِهِمْ ... وَبَصِيرَتِي يَعْجُو بِها عَتَدّ وَأَى)

ويروى عَنِدْ يقولُ تركُوا طلَب ثَأْرِهِم وطلَبته أَنا وَيَعْنِي بالبصائر دَم أَبِيهِم أَنهم جعَلوه خَلْفَهُم وَلم يَثْأَرُوا بِهِ ابْن السّكيت البَصِيرة من الدَّم مَا استُدِلَّ بِهِ على الرَّمِيَّة وَقيل البَصِيرة من الدمِ مثل فِرْسِن البَعِير صَاحب الْعين السَّريحة الطَّرِيقة المُسْتَطِيلة مِنْهُ وَقد تقدَّمت فِي الخِرَق والنِّعال أَبُو عبيد الجَدَّيَّة مَا لَزِق بالجسَد ابْن دُرَيْد هِيَ مَا استطَال مِنْهَا وَقَالَ مرّة الجَدَّية القِطْعة من الدَّم على الثَّوْب أَو على الأَرْض كقَدْر التُّرْس الصَّغِير أَبُو عبيد العَلَق من الدمِ مَا اشتدَّ حمرتُه قطْرُب هُوَ الجامِد قبل أَن يَيْبس وَقيل هُوَ الدمُ مَا كَانَ واحجته عَلَقة والنُّعْمان الدمُ وَبِه سُمِّيَتْ شَقَائِقُ النَّعمان تَشْبيهاً بِهِ ابْن دُرَيْد دمّ باحِريُّ وبَحْرانِيُّ خالِصُ الْحمرَة من دَمِ الجوْفِ أَبُو عبيد النَّجِيع مَا كَانَ إِلَى السَّوَادِ ابْن دُرَيْد هُوَ دمُ الْجوف خاصَّة وَقيل كل دم نَجِيعّ ابْن جني هُوَ الطَّريُّ مِنْهُ غَيره احْتَدَم الدمُ اشْتَدَّت حُمْرتُه والشَّخْب الدمُ شَخَبَ يَشْخَبُ ويَشْخُب وكل مَا سالَ فقد شَخَبَ أَبُو عبيد العَبِيط الخالِص والأَسَابِيُّ الطرائِقُ من الدَّمِ وَأنْشد

(والعاديَاتُ أسْابِيُّ الدِّماءِ بهَا ... كأنَّ أعناقَها أنْصابُ تَرْجِيبِ)

غَيره واحدتها أُسْبِيَّة أَبُو عَليّ إسْبضاءَةُ أَبُو عبيد الدَّمُ العانِي السَّائِل وَأنْشد

(لَمَّا رَأَتْ أُمُّه بالبابِ مُهْرَتَه ... على يَدَيْهَا دَمّ من رأسِهِ عانِي)

<<  <  ج: ص:  >  >>