ثَلَاثَة أثْنَاء فَإِنَّمَا تَمْشِي بأثْنَائها تِلْكَ خَشْنَاء يَجْرُشُ بعضُها بَعْضًا والجَرْش الحَكُّ ورأسُها عَرِيض كَأَنَّهُ فَلْكَة وَلها قَرْنَان فِي رَأسهَا يُقال إِن تِلْكَ القُرُون غُلُف لأنيابها قَالَ سِيبَوَيْهٍ قَالُوا فجعلوه فِي الأَصْل بِمَنْزِلَة شَدِيد أَي إِنَّه فِي الأَصْل وصف وَقَالَ أَرض مَفْعَاةٌ كَثِيرَة الأفاعي أَبُو حَاتِم وبعضُ الحَيَّاتُ تطلبُ الناسَ فأمَّا الأفْعَى فثقيلة لَا تَطْلُب وَإِن طَلَبَت لم تُدْرِك وَإِنَّمَا تَعَضُّ إِذا وُطِىء عَلَيْهَا أَو دُنِيَ مِنْهَا والأُفْعُوَان ذكُر الأَفاعِي من أخْبَثِهَا عليّ الأُفْعُوَان أُفْلُعَانِمن فَوْعَة السُّم وَهِي حِدَّته وَإِنَّمَا كَانَ قياسُه أُفْوُعان فقلبت وَكَذَلِكَ القَوْل فِي الأَفْعَى أَبُو حَاتِم وَيُقَال أفْعَى حِرْبِشٌ وحِرْبِيشٌ وَهِي الخَشِنة المَسِّ الشديدةُ صوتِ الجَسَد إِذا حَكَّت بعضَها بِبَعْض مَتَجَرِّشة وَقيل الحِرْبِش حَيَّة كالأفْعَى وَهِي أطولُ مِنْهَا ذاتُ قَرْنَيْنِ صَاحب الْعين هِيَ الأَفْعَى نفسُها أَبُو عبيد أَفْعَى حَجْمَرِشٌ غَلِيظَةٌ وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والأَرنَب أَبُو حَاتِم إِذا دَخَلَت الأَفْعَى الرملَ ثمَّ رَقَّقته فوقَها ثمَّ أخرجَت عَيناهَا قيل طَحَنَت وَهِي الطَّحُون والشُّجَاع طويلٌ أغْبَرُ يأخُذ العصافِيرَ والجِرْذَان والفَأر وَقيل الشُّجَاع من أعْرَم الحَيَّات طويلٌ أقرَعُ مُرَقَّش الظّهْر بسواد وصُفْرة بِلْهزِمتيه عَلْطان أسْوَدانِ وَالْجمع الشُّجْعَان أَبُو عَليّ فُعَال لازِمَةٌ لَهُ وَهِي صفة غالبةٌ جرت مَجْرَى الأسماءِ وَهُوَ فِي تفرُّده بِهَذَا الْبناء كالعِدْل والعَدِيل غَيره الْجمع أشْجِعَةٌ أَبُو حَاتِم الأَرْقَم حَيَّة بَين الحَيَّتَيْن مُرَقَّم بحُمْرة وَسَوَاد وكُدْرة وَهِي رُف \ قْشَة بكُدْرَة وبُغْثَة وَسَوَاد وكُدْرَة وَهُوَ خَبِيث عارِمٌ وَإِنَّمَا سُمِّيَت الأراقِم من الْعَرَب أنَّهم كَانُوا صِغَار فَنَظَر إِلَيْهِم ناظِر تَحْتَ دِثَار لَهُم فَقَالَ كَأَن عُيُونَهم عيونُ الأراقمِ فلَجَّ عَلَيْهِم اللَّقَب غَيره اسْم اللَّوْن رَقَم ورُقْمَة أَبُو عبيد الأَرْقَم الَّذِي فِيهِ سَوَاد وبياضٌ صَاحب الْعين الأَرْقَمُ اسمٌ للذكَرِ وَلَا يُقَال للْأُنْثَى رَقْمَاءُ وَلكنهَا رَقْشَاء وَقَالَ حَيَّة قَشْرَاءُ كَأَنَّهَا قد قُشِر بعضُها وبعضُها لم يُقْشَر أَبُو حَاتِم الحُفَّاث حَيَّة ضَخْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ أعظمُ الحَيَّات أرقَشُ أبْرَشُ مُتَنَقِّش وَهُوَ أكْثَرُ رَقَطاً من الأَرْقَم إِذا حَرَّبته رَأَيْته مُنْتَفِخ الوَرِيد وَهُوَ ضَعِيف السُّم وَلَيْسَت لَهُ سَوْرة وَأنْشد ابْن قُتَيْبَة
(أَيَفَايِشُونَ وَقد رَأَوْا حُفَّاثَهم ... قد عَضَّهُ فَقَضَى عَلَيْهِ الأَشْجَعُ)
ابْن قِتْرَة أغْبَر اللَّوْن صَغِير أرْقَطُ يَتَطَوَّى ثمَّ يَنْفَرِد نَحْو الذِّراع وَقيل لأبي مَهْدِيَّة مَا ابنِ قِتْرَة فَقَالَ ذَكَر الأفْعَى وطولُه نحوُ الشِّبِر وَأنْشد
(أَو حاوياً من القُتَيْرَاتِ الطُّحُل ... أَبَتَرِقِيدَ الشِّبْرِ طُولاً أَو أَقَلّ)
بعضُهم شُبِّه بالقِتْرَة من النِّصَال ولأَصَلَة حَيَّة مثلُ الرَّحا مستَدِيرَة حمراءُ لَا تَمَسُّ شَجرة وَلَا عُودا إِلَّا سَمَّته لَيست بِشَدِيدَة الحُمْرة تَخُطُّ بذَنَبِها فِي الأَرْض وتَطْحَن طَحْنَ الرَّحا وتَحَوَّز والتَّحَوُّز أَن تَطْحَنَ وَتَتَقدَّم ويُقال هِيَ من دَوَاهي الحَيَّات وَهِي قَصِيرة عَرِيضة مثل الفَرْخِ تَثِب على الْفَارِس وَالْجمع أَصَلٌ وَأنْشد
(فاقْدِرْ لَهُ أَصَلَة من الأَصَل ... كَبْسَاء كالقُرْصَة أَو خُفَّ الجَمَلْ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute