(أَجْدَلَ أَو شَرْقٍ من الشُّرُوق ... )
أَبُو عبيد القَطَامِيُّ والقُطَامِيُّ الصَّقْر لِأَنَّهُ يَقْطَم إِلَى اللَّحْم ابْن دُرَيْد القَطَام بِالْفَتْح إِذا لم يَكُنْ فِيهِ يَاء اشْتِقَاقه من القَطم لِأَنَّهُ يَقْطِم اللَّحْم بِمَنْسَره أَي يَقْطَعَهُ قَطَمته أقْطِمُه قَطْماً أَبُو حَاتِم فأمَّا الْبَازِي فالأَزْرَق الأَحْوَى والأَرْقَطُ القَصِير الجَناحين الغَلِيظُ ابْن دُرَيْد فِي البازِي ثَلَاث لُغَاتٍ بَأْزٌ وَالْجمع أبْؤُز وبُؤُوز وبازٍ كقاضٍ وَالْجمع بُزَاة وبازٌ كنارٍ وَالْجمع بِيَزانٌ أَبُو حَاتِم وأبوازٌ وزَعَمَ من لَا أثِق بِهِ أنَّ البُزَاة كلَّها إناثٌ وَالْعرب لَا تَقُول ذَلِك وَقد بَزَا يَبْزُو تَطَاوَلَ وتَأَنَّس والصُّقُور البازِي والشاهينُ والزُّرَّق واليُؤْيُؤُ والْبَاشِقُ كلُّها صُقُور
(وشَرْقَ شَاهين من الصُّقُور ... )
أَبُو خَيْرَة شَهْ شِبْه الشاهين وَلَيْسَ بِهِ والصَّقْرُ يُقال لَهُ الأَجْدَلُ وَالْجمع الأَجَادِلُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ أجْدَلُ صِفَة بمنْزِلَة شَدِيد ولكنَّه أُجْرِيَ مُجْرَى أَفْكَلٍ أَبُو حَاتِم صَقْرٌ أَجْدَلِيُّ نَسَبُوه إِلَى أجْدَلَ وَأنْشد
(لَمَّا رَأَتْنِي راضِياً بالاِهْمَادْ ... كالكُرَّز المربُوطِ بَيْنَ الأَوْتَادْ)
قَالَ أَبُو عَمْرو يُشَدُّ ليَسقُطَ ريشُه شَبَّهه بالرجُل الحَاذِق ابْن دُرَيْد الكُرَّز من الطَّيْرِ الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ أَبُو حَاتِم كَرَّز الرجُل صَقْرَهُ إِذا خَيَّطَ عَيْنَيْهِ وأطعَمَه وَهُوَ لَا يُبْصِر وزَجَرَهُ حَتَّى يَذِلًّ ويُتَابعَ وَقد كَرَّز الصقرُ سقَط رِيشُه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ماثلاً وأعقَب ريْشاً آخَرَ ابْن دُرَيْد قَرْنَسَ البازِي قَرْنَسَةً كَرَّزَ أَبُو حَاتِم فَأَما الشاهِينُ فَهُوَ مُلاعِب ظِلَّه وَهُوَ طَائِرٌ يَسْنَح كَذَا مرَّة وَكَذَا مرّة كَأَنَّهُ يَنْصَبُ على طائِر وَهُوَ أكْدَرُ أبْغَثُ والبُغْثَة شُكْلَة كَلَونِ الرَّمَادِ قَالَ وَقَالَ الخشنيُّ مُلَاعِب ظِلُّه أخضَرُ الظَّهْر أبيضُ البطنْ طويلُ الجَنَاجَيْنِ قصيرُ العنُق وَهُوَ الَّذِي يَقُول
(لَو كَانَ ظِلِّي أرْنَباً لقُلْت أرْ ... )
وَأَوْمَأَ الخشنيُّ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَخْتَطِفُ شَيْئا وَقَالَ يُقَال إِنَّهَا كَانَت صُقُوراً فمُسِخَت الْفَارِسِي هُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ مُلَاعِب ظِلَّه فَأَما الشاهين ففارِسِيُّ معرَّب أَبُو حَاتِم ويُسَمَّى الشاهين الحُرَّ والسَّيْذَنُوقَ وَقَالَ أَبُو خَيْرَة السَّوْذَنِيق وَهُوَ الشاهين وَقَالَ الْأَصْمَعِي الشاهينُ هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ شَوْذَانَة فأعربُوه على ألْفاظ شَتَّى سُوذَانِق وسَوْذَق وسَوْذَنِيق وسَيْذَنُوق وَحكى ابْن جني شَوْذَق وشُوْذَانِق قَالَ وَقَالَ الْفَارِسِي أَصله سَاذَانِك أَي نصف دِرْهَم قَالَ وأحسَبُهُ يُرِيد بذلك قيمتَه أَو كَأَنَّهُ يَصِفُ البازِيَ صَاحب الْعين عَتِيق الطَّيْر البازِيُ قَالَ
(فانْتَضَلْنَا وابنُ سَلْمَى قَاعِدٌ ... كعَتِيق الطَّيْره يُغْضِي ويُجَلْ)
قَوْله يُجَلُّ أَي يرمِي ببصرِهِ نحوَ الصَّيْد وَإِنَّمَا أَرَادَ يُجلِّى وَلكنه حَذَف للْوَقْف أَرَادَ أَن يَقُول لانتهاءِ البِنَاء وصَقْر أسْفَعُ أسوَدُ الخَدَّيْنِ وَأنْشد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute