مَا دامَ ذَلِك فِي جَوْفِها وَقد تقدَّم الإمْكَانُ فِي الضَّبّة وأَخْنَى الجَرَادُ كَثُرَ بَيْضُهُ أَبُو زيد السِّلْقَة الجَرَادَةُ الَّتِي ألْقَت بيْضَهَا ابْن دُرَيْد جَرَادَةٌ صَفْرَاءُ إِذا لم يَكُنْ فِي بَطنهَا بَيْضٌ أَبُو حنيفَة ويُسَمَّى رُكُوب بعضَهِنَّ بَعْضًا العِظَال والجَرَادُ عِنْدَ ذَلِكَ العَظَالَى أَبُو حَاتِم وَقد اعْتَظَلَ الجَرَادُ وتَعاظَلَ وَقَالُوا رَأيْنَا جَرَادا عَظْلَى ومْعَتَظِلاً والمُرَادَفَة رُكُوب الذَّكَر الْأُنْثَى وَقد رَادَفَ الجرادُ وَيُقَال مَرَرْنَا بِجَراد رُدافَى ومُتَرَادِف وَذَلِكَ حِينَ يَطِيرُ ويأخُذُه الناسُ أَبُو حنيفَة ارْتَهَشَ الجرادُ إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا حَتَّى لَا يُرَى مَعَه تُرَابٌ ابْن دُرَيْد سامَ الجَرَادُ سَوْماً دَخَلَ بعضُه فِي بعضٍ وهَمَشَ تَحَرَّكَ لِيَثُور أَبُو حنيفَة وللجرادَة تَأشِيرةٌ وَهِي الَّتِي تَعَضُّ بهَا ويُقال أَيْضا لشَوْكِ ساقَيْهِ التَّأشِير والتَأْشِير أَيْضا الإثناء وَهِي عُقْدة فِي رَأس الذَّنَب كالمِخْلَبَيْنِ وَيُقَال لَهما الأُشْرَتَانِ وَبِهِمَا تَرِزُّ وَيُقَال للمِخْلَبِيْنِ اللذينِ تَحْتَ الساقَيْنِ المِئْشارَان والنُّخَاع الخَيْط فِي حَلْقِهِ وَله بُخْنَق وَهُوَ جِلْبَابه الَّذِي على أصل عُنُقِهِ وَله مَنْكِبَانِ وهما رُؤُوس الأَجْنِحَة والأجْنِحَة أربعَةٌ فالغَليظَانِ يُقال لَهما الظِهْرَانِ والرَّقِيقانِ يُقال لَهُمَا القُشْرَانِ وَله صَدْر يُسَمَّى الجَوْشَنُ وَله سِتُّ أَيْدٍ وَهِي فِي الجَوْشَنِ ويُقال لما وَرَاء الجَوْشَن سُرْم وَهُوَ ذَنَبْها وَالْجمع أَسْرَام قَالَ وَكَذَلِكَ سَمِعَ العربَ تَقول فِي أَذْنَابِ الْجَرَاد والدَّبْر وَمَا أشبَه ذَلِك وَفِي ذَنَبِها أثْناءٌ يُقال لَهَا الأطوَاء الْوَاحِد طَوّى وَيُسمى لُعَابه البُصَاق كَمَا يُقَال فِي الإنْسانِ قَالَ الشَّاعِر
(كأّنَّ الدَّبَامَاءَ السَّلَى فِيهِ يَبْصُقُ ... )
صَاحب الْعين وَهُوَ مُجَاجُه وَيُقَال للجَرَادة أُمُّ عَوْف أَبُو عبيد وَقيل هِيَ دُوَيْبّةٌ قَالَ الْكُمَيْت
(تُنَقِّض بُرْدَى أّمِّ عَوْفٍ وَلم يَطِرْ ... لنا بَارِقٌ بَخْ للوَعِيد وللرَّهْب)
أَبُو حنيفَة الثُّوَّالة من الجَرَاد القِطْعَة الكَثيرة لتَثَوُّلها وتَراكبُها وكذل الرَّجْل والرِّجْلة وعَمَّ بعضُهم بالرِّجْل الطائفَةَ من كل شَيْء وَالْجمع أرْجَالٌ والمُرْتَجِل الَّذِي يَقَع برِجْل من جَرَاد فيَشْتَوِي مِنْهُ ابْن دُرَيْد المُرَجَّل من الجَرَاد الَّذِي تُرَى آثارُ أجْنِحَتِهِ فِي الأَرْض قَالَ أَبُو حنيفَة إِذا كانَتْ قِطْعَةٌ من جَراد بِمَكانٍ قَدْرِ مِيْل سُمِّيَت الرِّجْل وَإِذا كَانَ أكثَرَ من ذَلِك فَهُوَ زَحْف والسُّدُّ والعارِضُ مِنْهُ مَا سَدَّ الأُفق صَاحب الْعين وَهُوَ العَرْض أَبُو حنيفَة فَإِن كَانَ أقَلَّ من ذَلِك فَهِيَ خِرْقَةٌ وَجَمعهَا خِرَق قَالَ الراجز
(خِرْقَةُ رِجْلٍ من جَرَادٍ نازِلِ ... )
أَبُو حَاتِم وَهِي الحِزْقَة وَالْجمع حِزَقٌ والحَزِيقة وَالْجمع حَزَائِق ابْن السّكيت هِيَ القِطْعَة من كلِّ شَيْءٍ أَبُو حنيفَة ويُقال لجَمَاعَة الجَرَاد الحَرْشَفُ وَبِه سُمِّيَت الخَيْلُ قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف جَيْشًا
(كأّنَّهُم حَرْشَفٌ مَبْثُوث ... بالجَوَّاذِ تَبْرُقُ النِّعَالُ)
وَقيل الحَرْشَف الدَّبَا وَقيل حَرْشَفَ كل شَيْء صِغَاره وَيُقَال للْجَمَاعَة أَيْضا مِنْهَا رَعِيل قَالَ الشَّاعِر
(فَكَأّنَّمَا طَارَتْ بِعَقْلِي بَعْدَهُ ... صَقْعَاءُ عَارَضَهَا رَعِيلُ جَرَادِ)
والشَّيْتَانُ من الجَرَادِ جماعةٌ غيرُ كَثِيرةٍ وَأنْشد
(وَخَيْلِ كَشَيْتَانِ الجَرَادِ وَزَعْتُهَا ... بِطَعْنِ على اللَّبَّاتِ ذِي نَفَيَان)
والطَّبَق الجَرَاد الكَثِيرُ وَأنْشد
(من الدَّبَا ذَا طَبَقٍ أفاوِجٍ ... )