حِذْقَةٌ كَذَلِك وَقَالَ مرّة إِذا انْقَطَعَ الحبلُ وَهُوَ جديدٌ فقد انْحَذَقَ وحَذَقَهُ يَحْذِقُهُ حَذْقاً وانْبَتُّ يَبُتُّهُ بَتًّا وبَتَّ هُوَ نفسُه وانْبَتَرَ وانْجَذَمَ وجَذَمَهُ يَجْذِمُه جَذْماً وجَذَّهُ يَجُذُّهُ جَذًّا فوه جَذِيذٌ وبَتَكَهُ يَبْتِكُهُ بَتْكاً فانْبَتَكَ وَهُوَ حَبل بَتِكٌ أَي قِطَعٌ وحبل أَقْطَعُ وَقد انْقَطع كلُّ هَذَا يكون فِي الْجَدِيد والخلَق فَأَما الأَخْلَاقُ والأَرْمَاثُ فَلَا يكونُ إِلَّا فِي الخُلْقَان والجِذْمَةُ والجِذْم القِطْعَةُ من الْحَبل خَلَقاً كَانَ أَو جَدِيدا وَإِذا انْتَشَرَ طَرَفُ الْحَبل قيل تَنَسَّرَ وانْتَسَرَ وَنَسَرْتُه نَسْرًا ونَسَّرْتُه وَإِذا نقِصَ الحبلُ فَهُوَ نِكْثٌ وَالْجمع أنْكَاثٌ ابْن السّكيت هُوَ النِّقْضُ والجميع أَنْقَاضٌ ابْن دُرَيْد حبلٌ رَجيع إِذا نُقِضَ ثمَّ فُتِلَ أَبُو حنيفَة وَإِذا كَانَ الْحَبل جَدِيدا فَهُوَ بديع وَإِذا كَانَ مُسْتَعْملا فَهُوَ لَبِيس وَإِذا بُدِيءَ غزلُ الحَبْلِ فَهُوَ تَوٌّ وتَبٌّ ومَسْحُول وسَحِيل وَالْجمع سُحُلٌ وَقد سَحَلْتُه وأَسْحَلْتُه وَهُوَ الفَرْدُ قبل أَن يُثْنَى فَإِذا ثُنِيَ وجُعِلَ طاقَتَيْنِ ثمَّ فُتِلَ مَثْنِيّاً فقد أُبْرِمَ والمَبَارِمُ المَغَازِلُ الَّتِي يُبْرَمُ بهَا وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فَتْلُهُ بِغَيْر مَغَازِلَ فَهُوَ إِبْرامٌ أَيْضا أَبُو عبيد المَشْزُور المفتُول إِلَى فَوق وَهُوَ الفَتْلُ الشَّزْر وَقد اسْتَشْزَرَ الحبلُ الشَّيْبَانِيّ أصل الشَّزْر الشِّدَّة ابْن دُرَيْد عَذَّبَهُ اللهُ عَذاباً شَزْراً أَي شَدِيدا أَبُو حنيفَة الشَّزْر المنكوسُ الفَتْل هُوَ عِنْد أَشَدُّ لَهُ وَمَا دارتْ فَلْكَةُ المِغْزَلِ فجاءتْ من قِبَل اليمينِ وذَهَبَتْ قِبَلَ يَسَارِهِ فَفَتْلَتُهُ دَبيرٌ وَقيل الدَّبِيرُ مَا ذهبتَ بِهِ عَن وَجْهِكَ أَبُو عبيد وَإِذا كَانَ أسْفَلَ من الشَّزْر فَهُوَ اليَسْرُ أَبُو حنيفَة إِذا كَانَ فَتْلُ الْغَزل يَسْراً فَهُوَ مَيْسُورٌ وفَتْلُهُ قَبِيلٌ وَقيل القَبِيلُ الفَتْلِ الَّذِي قِبَل وَجْهِكَ ابْن قُتَيْبَة مَا يَعْرِفُ قَبِيلاً من دَبِير فالقَبِيلُ من الفَتْل مَا أَقْبَلْتَ بِهِ على صَدْرِكَ والدَّبِيرُ مَا أَدْبَرْتَ بِهِ عَنهُ وَقيل القَبِيلُ باطِنُ الفَتْلِ والدَّبِير ظاهِرُه وَقيل القَبِيل والدَّبِير قي فَتْل الحبْل فالقبيل الفَتْل الأوّل الَّذِي عَلَيْهِ العامَّةُ والدَّبِيرُ الفتلُ الآخِرُ وَقيل القَبِيلُ فِي قُوَى الْحَبل كُلُّ قُوَّةٍ على قُوَّةٍ وِجْهُهَا الداخلُ قَبِيلٌ والخارجُ دَبيرٌ وَقيل القَبيلُ أسفلُ الأُذُن والدَّبيرُ أَعْلَاهَا وَقيل القَبِيل القُطْنُ والدَّبِير الكَتَّان وَقيل مَعْنَاهُ مَا يعرف مَنْ يُقْبِل عَلَيْهِ مِمَّن يُدْبِرُ عَنهُ وَقيل مَا يَعْرِف نَسَبَ أَبيه من نَسَبِ أُمِّهِ وَمثله مَا يَعْرِف مَا قَبِيلُ هَذَا الْأَمر من دَبِيرِهِ وَمَا قَبَالُه من دِبَارِهِ أَبُو حنيفَة وَإِذا لم تُقْبِل إبهامُ الفاتل الْيُمْنَى عَلَيْهِ فَذَلِك اليَمْنُ وَهُوَ أهونُ على الفاتل وَإِذا أَبْرَمُوا الغَزْلَ على مَا يُحِبُّون وأرادُو أَن يُدُرِجُوهُ حَبْلاً عَلَى مَا يُرِيدون من عَدَدِ الطافاتِ فلكلُّ طاقَةٍ مِنْهَا قُوَّةٌ والجميعِ قِوًى وقُوًى أَبُو عبيد الآسانُ قُوَى الحَبل وَأنْشد
(فَقَدْ جَعَلَتْ آسانُ بَيْنَ تَقَطَّعُ ... )
البَيْنُ هُنَا الْوَصْل أَبُو حنيفَة هِيَ الأُسُن أَيْضا واحدتُها أَسانٌ وَمِنْه قيل فلانٌ على آسانٍ من أَبِيه أَي على خَلَائِقِهِ وضَرَائِبِه أبن السّكيت على آسالٍ من أَبِيه وَقد تقدم أَبُو عَليّ هُوَ الآسانُ بِالْكَسْرِ وَالْجمع أسائِنٌ وَإِن كَانَ مذكراً وَنَظِيره شِمَالٌ وشَمَائل إِلَّا أَن الشِّمَالَ مؤنث والأعرف فِي جمع إسانٍ آسِنَةٌ ابْن السّكيت الجَرَعُ الْتِواءُ فِي قُوَّة من قُوَى الْحَبل تكون ظَاهِرَة على سَائِر القوى أَبُو عبيد القِنَّة القُوَّة من قُوَى حَبل اللِّيفِ وَأنْشد
(يَصْفَحُ للقِنَّة وَجْهاً جَأْباً ... )
أَبُو حنيفَة القِنَنُ الحِبَالُ من اللِّيفِ وَهِي أَيْضا الدُّسُر واحدُها دِسَارٌ وَذَلِكَ إِذا خِيطَتْ بِهِ السُّفُن وَإِن كَانَ ذَلِك من الخُوص فَهُوَ الشُّرُطُ الْوَاحِد شَرِيطٌ صَاحب الْعين وَهِي الشَّرَائِط واحدتُها شَرِيطة ابْن دُرَيْد سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا يُشْرَطُ خُوصُها أَي يُشَقُّ ثُمَّ يُفْتَلُ أَبُو حنيفَة وَإِذا فُتِلَ الحبلُ عِلّة قُوَّتَين فَهُوَ مَثْنِيٌّ وَلَا يكَاد يُفْتَلُ على أَقَلَّ من ثَلَاث قُوًى فَإِن فُتِلَ على ثلاثٍ فَهُوَ مَثْلُوثٌ وَقد ثَلَثْتُه أَثْلِثُه ثَلْثاً وَكَذَلِكَ إِلَى الْعشْر فِي الْفِعْل والمصدر غير أَنَّك تفتح الْعين فِيمَا كَانَت الْعين مِنْهُ لاماً من ذَلِك وَقيل لم يُقَل فِي الْإِثْنَيْنِ وَلَا فِي الثَّمَانِية وَلَا فِي الْعشْرَة وَإِذا فَتَلَهُ فقد طَواه طَيًّا ولَواهُ لَّياً فالْتَوَى وتَلَوَّى وعَوَاهُ عَيًّا وَرواهُ رَيًّا صَاحب الْعين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute