للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عن بَعْضهمْ أنه لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سُنَّة وكَانَ بَعْضهمْ يصيبه مرض إِذَا فاتته صلاة الجماعة.

نَحْنُ بالعكس ربما يصيبنا مرض أَوْ جنون إِذَا فاتنا شَيْء من حطام الدُّنْيَا والسبب الوحيد إِنَّ الدُّنْيَا ما تهمهم وأما الآخِرَة فهي نصب أعينهم فِي كُلّ ساعة يستعدون لها والدُّنْيَا جعلوها مطية الآخِرَة.

نسال الله الحي القيوم العلى العَظِيم القوى العزيز أن يوقظ قلوبنا من هَذِهِ الرقدة اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد.

شِعْرًا: ... أَفَلَسْتَ تَدْرِي أَنَّ يَوْمَكَ قَدْ دَنَا ... أَوَ لَسْتَ تَدْرِي أَنَّ عُمْرَكَ يَنْفَدُ

فَعلامَ تَضْحَكُ وَالْمَنِيَّةُ قَدْ دَنَتْ ... وَعَلامَ تَرْقُدُ وَالثَّرى لَكَ مَرْقَدُ

آخر: ... الْوَقْت سَاوَمَنِي عُمْرِي فَقُلْتُ لَهُ ... لا بِعْتُ عُمْرِي بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

ثُمَّ اشْتَرَاهُ تَفْرِيقًا بِلا ثَمَنِ ... ثَبِّتْ يَدَا صَفقَةٍ قَدْ خَابَ شَارِيهَا

آخر: ... وَمَا فُرْشُهُمْ إِلا أَيَامِنَ أُزْرِهِمْ ... وَمَا وُسْدُهُمْ إِلا مِلاءٌ وأَذْرُعُ

وَمَا لَيْلُهُم فِيهِنَّ إِلا تَخَوُّفٌ ... وَمَا نَوْمُهُمْ إِلا عِشَاشٌ مُرَوَّعُ

وألوانهم صفر كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ ... عَلَيْهَا جِسَامًا مَا بِهِ الْوَرْسُ مُشبْعُ

نَوَاحِلُ قَدْ أَرْزَى بِهَا الْجُهْدُ وَالسَّرَى ... إِلَى اللهِ فِي الظُّلْمَاءِ وَالنَّاسُ هُجَّعُ

وَيَبْكُونَ أَحْيَانًا كَأَنَّ عَجِيجَهُمْ ... إِذَا نَوَّمَ النَّاسُ الْحَنِينُ الْمُرَجَّعُ

وَمَجْلِسِ ذِكْرِ فِيهِمْ قَدْ شَهِدْتُهُ ... وَأَعْيُنُهُمْ مِنْ رَهْبَةِ اللهِ تَدْمَعُ

آخر: ... وَمَا النَّاسُ إِلا رَاحِلُونَ وَبَيْنَهُمْ ... رِجَالٌ ثَوَتْ آثَارُهُمْ كَالْمَعَالِمِ

بِعِزَّةِ بَأَسٍ وَاطِّلاعِ بَصِيرَةٍ ... وَهَزَّةِ نَفْسٍ وَاتِّسَاعِ مَرَاحِمِ

حُظُوظُ كَمَالٍ أَظْهَرَتْ مِنْ عَجَائِبٍ ... بِمِرْآة شَخْصٍ مَا اخْتَفَى فِي الْعَوَالِمِ

وَمَا يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ يَخْتَصُّ نَفْسَهُ ... أَلا إِنَّمَا التَّخْصِيصُ قِسْمَةُ رَاحِمِ

وَقَدْ يَفْسِدُ الْحُرَّ الْكَرِيمَ جَلِيسُهُ ... وَتَضْعُفُ بِالإِيهَامِ قُوَّةُ حَازِمِ

وَلَيْسَ بِحَيٍّ سَالِكٍ فِي خَسَائِسٍ ... وَلَيْسَ بِمَيْتٍ هَالِكٌ فِي مَكَارِمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>