للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. إِذَا لَجَّ لُؤْمٌ مِنْ سَفِيهٍ لِرَاشِدٍ ... تَوَهَّمَ رَشْدًا فِي سَفَاهَهِ لائِمِ

عَجِبْتُ مِنْ الإِنْسَانِ يَعْجَبُ وَهُوَ فِي ... نَقَائِصَ أَحْوَالٍ قَسِيمَ السَّوَائِمِ

يَرَى جَوْهَرَ النَّفْسِ الطَّلِيقَ فَيَزْدَهِي ... وَيَذْهَلُ عَنْ أَعْرَاضِ جِسْمٍ لَوَازِمِ

دُيُونُ اضْطِرَارٍ تَقْتَضِي كُلَّ سَاعَةٍ ... فَتُقْتَرَضُ الأَعْمَارُ بَيْنَ الْمَغَارِمِ

وَكُلُّ فَمَغْرُورٌ بِحُب حَيَاتِهُ ... وَيُغْرِيهِ بِالأَدْنَى خَفَاءُ الْخَوَاتِمِ

وَجَمَّاعُ مَالٍ لا انْتِفَاعَ لَهُ بِهِ ... كَمَا مَصَّ مَشْرُوطَا زُجَاجِ الْمَحَاجِمِ

وَمَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا تَيَقَّنَ أَنَّهَا ... مَطِيَّةُ يَقْظَانٍ وَطَيْفَةُ حَالِمِ

فَلِلَّهِ سَاعٍ فِي مِنْاَهجِ طَاعَةٍ ... لإيلافِ عَدْلٍ أَوْ لإِتْلاِفِ ظَالِمِ

ولما حضرت عَبْد اللهِ بن المبارك الوفاة قَالَ لغلامه: اجعل رأسي على الأَرْض. فَبَكَى غلامه قَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: ذكرت ما كنت فيه من النَّعِيم وأَنْتَ هُوَ ذا تموت على هَذِهِ الحال فقَالَ: إني سألت ربي أن أموت على هَذِهِ الحال.

ثُمَّ قَالَ: لقني يَا أخي لا إله إلا الله إِذَا الحال تغير، ولا تعد علي إلا إن تكلمت بعد بكلام. ودخل الحسن البصري على رجل وَهُوَ فِي سياق الموت يجود بنفسه فقَالَ: إن أمرًا هَذَا آخره لحقيق أن يزهد فِي أوله. ولما حضرت أبا ذر الوفاة قَالَ: يَا موت اخنق وعجل فإني أحب لقاء الله.

ودخل أبو الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ على رجل محتضر يجود بنفسه فوجده يَقُولُ: الحمد لله. فقَالَ لَهُ: أصبت يَا أخي أن الله إِذَا قضى أمرًا أحب من عبده أن يحمده عَلَيْهِ. ودخل سفيان الثوري على ولد يجود بنفسه وأبواه يبكيان عنده فقَالَ لهما: لا تبكيا فَإِنَّي قادم على من هُوَ أرحم منكما. ولما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى، قَالُوا: ما يبكيك؟ قَالَ: بعد السفر وقلة الزَّاد وضعف اليقين وخوف الوقوع من الصراط فِي النار. وروي أن معاذ بن جبل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لما حضرته الوفاة قَالَ: أعوذ بِاللهِ من ليلة صباحها إِلَى النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>