.. أَيُّهَا الْعَائِبُ قَوْلِي عَبَثًا ... إِنَّ طِيبَ الْوَرْدِ مُؤْذٍ لِلْعَجَلْ
عَدِّ عَنْ اسْهُمِ قَوْلِي وَاسْتَتِرْ ... لا يُصِيبَنَّكَ سَهْمٌ مَنْ ثُعَلْ
لا يَغُرَّنَكَ لِينٌ من فَتَىً ... إِنَّ لِلْحَيَّاتِ لِينًا يُعْتَزَلْ
أَنَا مِثْلُ الْمَاءِ سَهْلٌ سَائِغٌ ... وَمَتَى سُخِّنَ آذَى وَقَتَلْ
أنَا كَالْخَيْزور صَعْب كَسْرَهُ ... وَهُوَ لَدْن كَيْفَ مَا شِئْتَ انْفَتَل
غَيْرَ أَنِّي فِي زَمَانٍ مَنْ يَكُنْ ... فِيهِ ذَا مَالٍ هُوَ الْمَوْلَى الأَجَل
وَاجِبٌ عِنْدَ الْوَرَى إِكْرَامُهُ ... وَقَلِيلُ الْمَالِ فِيهُمْ يُسْتَقَل
كُلُّ أََهْلِ الْعَصْرِ غمر وَأَنَا ... مِنْهُمْ فَاتْرُكْ تَفَاصِيل الْجمل
وَصَلاةٌ وَسَلامٌ أَبَدًا ... لِلنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الدّول
وَعَلَى الآلِ الْكِرَامِ السُّعَدَا ... وَعَلَى الأَصْحَابِ وَالْقَوْمِ الأُوَل
مَا ثَوَى الرَّكْبُ بِعشَاقٍ إِلَى ... أَيْمَن الْحَيّ وَمَا غَنَّى رَمْل
" موعظة "
إخواني: إن الليل كما علمتم فيه فضل عَظِيم وثواب جزيل لمن وفقه الله جَلَّ وَعَلا،
وَهُوَ من أثقل شَيْء على النفس ولا سيما بعد أن يرقَدْ الإِنْسَان، وإنما يكون خفيفًا بالاعتياد، وتوطين النفس وتمرينها عَلَيْهِ والمداومة والصبر على المشقة والمجاهدة فِي الابتداء، ثُمَّ بعد ذَلِكَ ينشرح وينفتح باب الأُنْس بِاللهِ وتلذ لَهُ المناجاة والْخُلْوَة، وعَنْدَ ذَلِكَ لا يشبع الإِنْسَان من قيام الليل، فضلاً عَنْ أن يستثقله أَوْ يكسل عَنْهُ كما وقع لكثير من السَّلَف. قَالَ بَعْضُهُمْ: أَهْل الليل فِي ليلهم ألذ من أَهْل اللهو فِي لهوهم ويا بعدها بين الحالتين، فسبحان من وفق أقوامًا فتقربوا إليه بالنوافل، وأبعد بحكمته وعدله آخرين فهم عَنْ ما ينفعهم فِي حاضرهم ومآلهم غافلون.
شِعْرًا: ... ولا خَيْر فِي مَنْ لا يُوَطِّنُ نَفْسهُ ... عَلَى طَاعَةِ الْمَوْلَى بِمَا فِي كِتَابِهِ
اللَّهُمَّ ثَبِّتْ محبتك فِي قلوبنا وقوها وألهمنا ذكرك وشكرك وَوَفِّقْنَا للقيام بأمرك وأعذنا من عدونا وعَدُوّكَ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِين الأحياء مِنْهُمْ والميتين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلى الله على مُحَمَّد وعلى آله وصحبة أجمعين.