القبر عَنْ ثلاثة أسئلة ما فيها تخيير، الأول من ربك والثاني ما دينك والثالث من نبيك.
فتصور أصواتهما عَنْدَ ندائهما لَكَ لتجلس لسؤالهما لَكَ فيه فتصور جلستك فِي ضيق قبرك وقَدْ سقط كفنك عَنْ حقويك والقطن من عينيك. ثُمَّ تصور شخوصك ببصرك اليهما وتأملك لصورتهما فَإِنَّ رأيتهما بأحسن صورة أيقن قلبك بالفوز والنجاة والسرور وإن رأيتهما بأقبح صورة أيقنت بالعطب والهلاك.
شِعْرًا: ... وللمرء يوم ينقضي فيه عمره ... وموت وقبر ضيق فيه يولج
ويلقى نكيرًا فِي السؤال ومنكرًا ... يسومان بالتنكيل من يتلجلج
آخر: ... تفكر فِي مشيبك والمآب ... ودفنك بعد عزك فِي التراب
إذا وافيت قبرًا أَنْتَ فيه ... تقيم به إِلَى يوم الحساب
وفى أوصال جسمك حين تبقى ... مقطعة ممزقة الاهاب
فلولا القبر صار عَلَيْكَ سترًا ... لأنتنت الأباطح والروابي
خلقت من التُّرَاب فصرت حيًا ... وعلمت الفصيح من الخطاب
فطلق هَذِهِ الدُّنْيَا ثلاثًا ... وبادر قبل موتك بالمتاب
نصحتك فاستمَعَ قولي ونصحي ... فمثلك قَدْ يُدَلُّ على الصواب
خلقنا للممَاتَ ولو تركنا ... لضاق بن الفسيح من الرحاب
ينادى فِي صبيحة كُلّ يوم ... لدوا للموت وابنو للخراب
ثُمَّ تصور كيف يكون شعورك إن ثبتك الله عَزَّ وَجَلَّ ونظرت إلى ما أعد الله لَكَ وقولهما لَكَ هَذَا منزلك ومصيرك فتصور فرحك وسرورك بما تعانيه من النَّعِيم وبهجة الملك وإيقانك بالسلامة مِمَّا يسوؤك.
وان كَانَتْ الأُخْرَى فتصور ضد ذَلِكَ من انتهارك ومعينتك جهنم