للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعليك بالإكثار من ذكر الله، وتلاوة كتابه، والاستغفار من الذنوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم القوي العزيز.

شِعْرًا: ... لَوْ يَعْلَمُ الْعَبْدُ مَا فِي الذِّكْرِ مِنْ شَرَفٍ ... أمِضَى الحَيَاةَ بَتَسْبِيْحٍ وَتَهْليْل

آخر: ... وَمَنْ عَرَفَ الأَيَّامَ مَعْرِفِتْي بِهَا ... وَبِالنَّاسِ أَمْضَى وَقْتَهُ فِي الْعِبَادَةِ

وَأَعْرَضَ عَنْ قِيلَ وَقَالٍ وَجَلْسَةٍ ... مَعَ الْمُشْغِلِي أَوْقَاتِهِمْ فِي الْمَضرَّةِ

وَأَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الإِلَهِ وَحَمْدِهِ ... وَشُكْرٍ لَهُ وَقْتَ الْهَنَا وَالْمَسَاءَةِ

فإن كان ميله إلى الطاعات أكثر كان أكثر ما يحضره غالبا ذكر الله وطاعته وإن كان إلى المعاصي أكثر غلب ذكرها على قلبه عند الموت فربما تفيض روحه عند غلبة معصية من المعاصي فيتقيد بها قلبه ويذهل عن الله وحسن الظن به لاشتغاله بما تقيد به نسال الله العافية.

فالذي غلبت طاعته على معاصيه بعيد عن هذا الخطر بإذن الله، والذي غلبت عليه المعاصي وكان قلبه بها افرح من الطاعات يخشى عليه وخطره عظيم جدا.

ومن أراد السلامة من ذلك فلا سبيل له إلا المجاهدة والصبر طول العمر في فطام نفسه عن الشهوات محافظة على القلب منها ويكون طول عمره مواظبًا على الأعمال الصالحة مكثرًا لذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضجعًا وماشيًا وان كان يحفظ القرآن وشيئًا منه فليداوم عليه بتدبرٍ وتفهمٍ ليستفيد حفظًا وفهمًا وأجرًا.

وتخلية الفكر عن الشر عدة وذخيرة لحالة سكرات الموت وشدائده فإن المرء يموت على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه.

ويعرف ذلك أي أن ما ألفه طول عمره يعود ذكره عند الموت بمثالٍ، وهو أن الإنسان لا شك انه يري في منامه من الأحوال التي ألفها طول عمره

<<  <  ج: ص:  >  >>