للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَرَابِعُهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... يُنَادِي لِخَمْسٍ فِي الْمَسَاجِدِ يَجْهَرُ

وَخَامِسُهَا عَزَّتْ وَقَلَّ وُجُودُهَا ... صَدِيقٌ عَلَى الأَيَّامِ لا يَتَغَيَّرُ

وَبَيْتٌ خَلِيٌ مِنْ شُرُورٍ تَنَوَّعَتْ ... لَهَا عِنْدَ أَصْحَابِ الرَّذِيلَةِ مَظْهَرُ

وَجِيرَانُهُ أَصْحَابُ دِينِ وَغَيْرَةٍ ... إِذَا اسْتُنْصِرُوا لِلدِّينِ هَبُّوا وَشَمَّرُوا

مَجَالِسُهُمْ فِيمَا يَحُثُّ عَلَى التُّقَى ... وَرُؤْيَتُهُمْ بِالتَّابِعِينَ تُذَكِّرُ

وَثَامِنُهَا قَوَّامَةُ اللَّيْلِ دَأْبُهَا ... تُصَلِّي وَتَتْلُو لِلْكِتَابِ وَتَذْكُرُ

تُسَلِّي عَنِ الدُّنْيَا وَمَنْ وُلِّعُوا بِهَا ... وَتَخْدِمُهُ طُولَ النَّهَارِ وَتَشْكُرُ

فَهَذَا الَّذِي قَدْ نَالَ ملْكًا بِلا أَذَى ... وَلَمْ يَعْدُهُ عِزٌّ وَمَجْدٌ وَمَفْخَرُ

فعن الحارث بن مالك الأنصاري انه مر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له كيف أصبحت يا حارث قال أصبحت مؤمنًا حقًا، قال: «انظر ما تقول فأن لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك فقال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني انظر إلى عرش ربي بارزًا وكأني انظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها كأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، فقال «يا حارث عرفت فالزم» . ثلاثا.

نسأل الله أن يرينا الدنيا كما أراها الصالحين، قال الشاعر:

إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيبٌ تَكَشَّفَتْ ... لَهُ عَنْ عَدُوٍّ فِي ثِيَابِ صَدِيقِ

آخر: ... يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِهِ ... تَنَحَّ عَنْ خِطْبَتِهَا تَسْلَمِ

إِنَّ الَّتِي تَخْطِبُ غَدَّارَةٌ ... قَرِيبَةُ الْعِرْسِ مِنَ الْمَآتِمِ

آخر: ... مَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالَهَا ... إِذَا أَطَاعَ اللهَ مَنْ نَالَهَا

مَنْ لَمْ يُطِيعِ اللهِ فِي صَرْفِهَا ... عَرَّضَ لِلإِدْبَارِ إِقْبَالِهَا

آخر: ... يُسِيءُ امْرُئٌ مِنَّا فَيُبْغَضُ دَائِمًا ... وَدُنْيَاكَ مَا زَالَتْ تُسِيءُ وَتُومَقُ

أَسَرَّ هَوَاهَا الشَّيْخُ وَالْكَهْلُ وَالْفَتَى ... بِجَهْلٍ فَمِنْ كُلِّ النَّوَاظِرِ تُرْمُقُ

وَمَا هِيَ أَهْلٌ أَنْ يُؤَهَّلَ مِثْلُهَا ... لِوُدٍّ وَلَكِنَّ ابْنَ آدَمَ أَحْمَقُ

<<  <  ج: ص:  >  >>