للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، أو ما بقي أنفذوا الزاد وخسروا الظهر وبقوا بين ظهراني المفازة، لا زاد ولا حمولة فأيقنوا بالهلكة.

فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رجل في حلة، يقطر رأسه فقالوا: أن هذا قريب عهد بريفٍ، وما جاء هذا إلا من قريب، فلما انتهى إليهم قال: يا هؤلاء علام أنتم قالوا: على ما ترى قال: أرأيتكم إن هديتكم على ماء رواء ورياض خضر، ما تعملوا قالوا: لا نعصيك شيئًا.

قال: عهودكم ومواثيقكم بالله، فأعطوه عهودهم ومواثيقهم بالله لا يعصونه شيئًا، قال: فأوردهم ماًء ورياضًا خضراء فمكث فيهم ما شاء الله، ثم قال: يا هؤلاء الرحيل قالوا إلى أين قال: إلى ماء ليس كمائكم، وإلى رياض ليست كرياضكم فقال: أكثر القوم والله ما وجدنا هذا حتى ظننا أن لن نجده وما نصنع بعيش خير من هذا.

وقالت طائفة: ألم تعطوا هذا الرجل عهودكم ومواثيقكم بالله لا تعصوه وقد صدقكم في أول حديثه فوالله ليصدقنكم في آخره. قال: فراح فيمن اتبعه وتخلف بقيتهم فنزل بهم عدو فأصبحوا من بين أسير وقتيل.

وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين ألا ووصيته مكتوبة عنه» . متفق عليه.

وعن أنس رضي الله عنه قال: خط النبي - صلى الله عليه وسلم - خطًا مربعًا وخط خطًا في الوسط خارجًا منه وخط خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه فقال: «هذا الإنسان وهذا أجله محيط به - أو قد أحاط به. وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فأن أخطأه هذا نهشه هذا وان أخطأه هذا نهشه هذا» . رواه البخاري.

شِعْرًا: ... الْقَلْبُ نَهَشَهُ مُحْتَرَقٌ وَالدَّمْعُ مُسْتَبِقٌ ... وَالْكَرْبُ مُجْتَمِعٌ وَالصَّبْرُ مُفْتَرِقُ

كَيْفَ الْفِرَارُ عَلَى مَنْ لا فِرَارَ لَهُ ... مِمَّا جَنَاهُ الْهَوَى وَالشَّوْقُ وَالْقَلَقُ

<<  <  ج: ص:  >  >>