للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلا يَغْرُرْكُمْ حُسْنُ ابْتِسَامِي

فَقَوْلِي مُضْحِكٌ وَالْفِعْلُ مُبْكِي

آخر: ... دَلَّتْ عَلَى عَيْبِهَا وَصَدَّقَهَا ... لِعْبٌ وَلَهْوٌ وَفَخْرٌ فِي مَطَاوِيهَا

آخر: ... فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرَنَا ... إِذَا نَحْنُ فِيهَا سَوْقَةٌ لَيْسَ نُنْصَفُ

فَأُفِّ لِدُنْيًا لا يَدُومُ نَعِيمُهَا ... تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ

آخر: ... وَمَا الْمَرْءُ فِي دُنْيَاهُ إِلا كَهَاجِعِ ... تَرَاءَتْ لَهُ الأَحْلامُ وَهِيَ خَوَادِعُ

يُنَعِّمُهُ طَيْفٌ مِنَ اللَّهْوِ بَاطِلٌ ... وَيُوقِظُهُ يَوْمٌ بِهِ الْمَوْتُ فَاجِعُ

وليس العجب من انهماك الكفرة في حب الدنيا والمال فإن الدنيا جنتهم وإنما العجب أن يكون المسلمون يصل حب المال والدنيا في قلوبهم إلى حد أن تذهل عقولهم وأن تكون الدنيا هي شغلهم الشاغل ليلاً ونهارًا وهم يعرفون قدر الدنيا من كتاب ربهم وسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - أليس كتاب الله هو الذي فيه {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} .

ويقول: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً} .

وتقدمت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - المبينة لحقارة الدنيا وليس المعنى أن نترك الدنيا ونبقى جياعًا عارين محتاجين بل معناه أن لا نجعلها مقصدًا كما جعلها الكفار بل نجعل الدنيا وما فيها وسيلة إلى تلك الحياة الأبدية فنكون من الفريق الذي يحب المال لأجل الآخرة.

وقد كان على هذا المبدء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكذلك التابعون لهم اتخذوا الدنيا مطية للآخرة فسادوا بها أهل الدنيا ولما تخلفنا عنهم في هذا المبدء وجعلنا المال هو المقصد سكنا على الدنيا وأحببنا الحياة ولذائذها والداهية العظيمة هي أنا ضربنا بالذل.

<<  <  ج: ص:  >  >>