قال أحدهم: صحبت المروزي في سفر فقال لي: لا بد في السفر من أمير أتحب أن تكون الأمير أو أنا فقلت بل أنت فأخذ مخلاة عباها وحملها على عاتقه.
فقلت: أنا أحملها قال لا أنا الأمير وعليك الطاعة وسرنا حتى المساء ولما أردنا النوم غطاني بكسائه وسهر يدفع عني المطر وكانت ليلة ماطرة.
فلما أصبحت قلت في نفسي ليتني للم أقل له أنت الأمير لأني كلما طلبت منه أن أحمل رفض وقال أنا الأمير وهكذا أما هو فقال لي إذا صحبت أحدًا في سفر فكن هكذا.
من أمثلة الإخلاص لله عز وجل في الأعمال أن جيشًا مسلمًا حاصر مدينة ذات سور منيع يستدعي شهورًا طويلة.
وفي أحدى الليالي جاء إلى القائد أحد الجنود يقول له لقد نقبت في السور نقبًا يمكننا أن ندخل منه لداخل المدينة ونفتح باب السور فأرسل معي من يدخل النقب فإذا فتحنا الباب أدخل الجيش.
فأرسل معه رجالاً دخلوا مع النقب وفتحوا الباب فدخله القائد واستولوا على المدينة ليلاً.
وفي اليوم الثاني نادى المنادي صاحب النقب ليعطى جائزته على عمله وطلبه القائد فلم يأته أحد.
وفي الثاني والثالث نادى المنادى يطلب حضور صاحب النقب فلم يأته أحد.
وفي اليوم الرابع أتى الجندي صاحب النقب إلى القائد فقال له أنا أدلك على صاحب النقب.