للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مودعٍ» . ولقد أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب ولا ينتفع بوعظ إلا به.

ومن غلب على ظنه في كل صلاة أنها آخر صلاة حضر معه خوفه من الله تعالى وخشيته منه.

بخلاف من لم يخطر بخاطره قصر عمره وقرب أجله وغفل قلبه عن صلاته وسئمت نفسه فلا يزال في غفلة دائمة وفتورٍ مستمر وتسويفٍ متتابعٍ إلى أن يدركه الموت ويهلكه حسرة الفوت.

فعلى الإنسان العاقل أن يحذر مواقع الغرور ويحترز من خداع النفس فإن خداعها لا يقف عليه إلا الأكياس وقليل ما هم.

والوصايا وإن كانت كثيرة والمذكورات وإن كانت كبيرة فوصية الله أكملها وأنفعها واجمعها وقد قال الله جل وعلا وتقدس {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللهَ} فما أسعد من قبل وصية الله وعمل بها وادخرها ليجدها يوم مردها ومنقلبها.

? اللهم ألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لما وفقت له الصالحين من خلقك واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

روى عن الحسن أنه قيل له إن فلانًا مات بغتًة قال: ما يعجبكم من ذلك لو لم يمت بغتة مرض ثم مات.

وقال غيره عليك باجتناب طول الأمل فإنه إذا طال هاج أربعة أشياء.

الأول ترك الطاعة والكسل فيها يقول سوف أفعل والأيام بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>