للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم، فإذا كان العلماء فجرة، والعباد جهلة، عمت المصيبة بهما، وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة.

والصنف الثالث: الذين لا علم لهم ولا عمل، وإنما هم كالأنعام السائمة.

والصنف الرابع: نواب إبليس في الأرض، وهم الذين يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين، فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن، فإنهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله وطريقه.

فهؤلاء الأربعة الأصناف، هم الذين ذكرهم هذا العارف رحمة الله عليه وهؤلاء كلهم على شفا جرف هار، وعلى سبيل الهلكة.

وما يَلْقَى العَالِمُ الداعِي إلى الله ورسوله ما يَلقَاهُ من الأذَى والمحاربةِ إلاَّ عَلى أَيْدِيهم.

والله يَسْتَعْمِل مَن يشاء في سَخَطِهِ، كما يَسْتَعْمِلُ مَن يَشاء في مَرْضَاتِهِ إنه بعباده خبير بصير.

ولا ينكشفُ سِرُّ هذه الطوائف وطريقتهم إلا بالعلم، فعاد الخير بحذافيره في العلم وموجبه، والشر بحذفيره إلى الجهل وموجبه.

شِعْرًا:

مَعَ الْعِلْمِ فَاسْلُكْ حَيْثَمَا سَلَكَ الْعِلْمُ ... وَعَنْهُ فَكَاشِفْ كُلَّ مَنْ عِنْدَهُ فَهْمُ

فَفِيهِ جَلاءٌ لِلْقُلُوبِ مِنْ العَمَى ... وَعَوْنٌ عَلى الذِين الذي أمْرُهُ حَتْمُ

آخر: ... لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْعِلْمِ إِلا أَنَّهُ ... يَذَرَ الضَّئِيلَ مِن الرِّجَالِ مَهِيبَا

آخر:

ذَوُوا العِلْم في الدُّنْيَا نُجُومُ هِدَايَةٍ ... إِذَا غَابَ نَجْمٌ لاحَ بَعْدُ جَدِيدُ

بِهِمْ عَزَّ دِينُ الله طُرًّا وَهُمْ لَهُ ... مَعَاقِلُ مِن أَعْدَائِه وجُنُودُ

وَلَوْ لَمْ يَقُمْ أَهْلُ الحديثِ بِنَقْلِهِ ... فَمَنْ كَانَ يَرْوِي عِلْمَهُ وَيُفِيدُ

هُمُوا وَرِثُوا عِلْمَ النَّبوةِ وَاحْتووْا ... مِنْ الْفَضل ما عنه الأَنامُ رُقُودُ

وَهُمْ كَمَصَابِيح الدُّجَى يُهْتَدَى بِهِمْ ... وَمَا لَهُمُوا بَعْدَ الْمَمَاتِ خُمُودُ

اللَّهُمَّ يَسِّرْ لَنَا أَمْرَ الرِّزْقِ وَاعْصِمْنَا مِِنْ الْحِرْصِ وَالتَّعَبِ في طلبهِ وَمِنْ شَغْل

<<  <  ج: ص:  >  >>