للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوثبت عليهم وثبت الحنق وأغصتهم غصة الشرق، وقتلتهم قتلة المختنق، فكم عليهم من عيون باكيةٍ، ودموعٍ جاريةٍ، وخدودٍ داميةٍ، وقلوب من الفرح والسرور لفقدهم خالية. وانشدوا في هذا المعنى:

وَرَيَّانَ مِنْ مَاءِ الشَّبَابِ إِذَا مَشَى

يَمِيدُ عَلَى حُكْمِ الصِّبَا وَيَمِيدُ

تَعَلَّقَ مِنْ دُنْيَاهُ إِذْ عَرَضَتْ لَهُ

خَلُوبًا لأَلْبَابِ الرِّجَالَ تصيدُ

فَأَصْبَحَ مِنْهَا فِي حَصِيدٍ وَقَائِمٍ

وَلِلْمَرْءِ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدُ

خَلا بِالأَمَانِي وَاسْتَطَابَ حَدِيثَهَا

فَيَنْقُصُ مِنْ أَطْمَاعِهِ وَيَزِيدُ

وَأَدْنَتْ لَهُ الأَشْيَاءَ وَهِيَ بَعِيدَةُ

وَتَفْعَلُ تُدْنِي الشَّيْءِ وَهُوَ بَعِيدُ

أُتِيحَتْ لَهُ مِنْ جَانِبِ الْمَوْتِ رَمْيَةٌ

فَرَاحَ بِهَا الْمَغْرُورُ وَهُوَ حَصِيدُ

وَصَارَ هَشِيمًا بَعْدَمَا كَانَ يَانِعًا

وَعَادَ حَدِيثًا يَنْقَضِي وَيَبِيدُ

كَأَنْ لَمْ يَنَلْ يَوْمًا مِن الدَّهْرِ لَذَّةً

وَلا طَلَعَتْ فِيهِ عَلَيْهِ سُعُودُ

تَبَارَكَ مَنْ يُجْرِي عَلَى الْخَلْقِ حُكْمَهُ

فَلَيْسَ لِشَيْءٍ مِنْهُ عَنْهُ مَحِيدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>