للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَلْقَى مَسَامِعْنَا الْعِظَاتِ كَأَنَّمَا ... فِي الظِّلِ يَرْقَم وَعْظِهِ مَنْ يَرْقَمُ

وَصَحَائِفُ الأَيَّامِ نَحْنُ سُطُورُهَا ... يَقْرَأُ الأَخِيرُ وَيُدْرَجُ الْمُتَقَدِّمُ

لَحْدٌ عَلَى لَحْدٍ يُهَال ضَرِيحُهُ ... وَبِأَعْظُمٍ رَمَمٌ عَلَيْهَا أَعْظُمُ

مَنْ ذَا تَوَفَّاهُ الْمَنُونُ وَقَبْلَنَا ... عَادٌ أَطَاحَهُمْ الْحَمَامُ وَجَرَّهُمُ

وَالتَُّبَعَانِ تَلاحَقَا وَمُحَرِّقٌ ... وَالْمُنْذِرَانِ وَمَالِكٌ وَمُتَمِّمُ

آخر: ... مَا حَالَ مَنْ سَكَنَ الثَّرَى مَا حَالَهُ ... أَمْسَى وَقَدْ قَطَعَتْ هُنَاكَ حِبَالَهُ

أَمْسَى وَلا رُوحُ الْحَيَاةِ يُصِيبُهُ ... يَوْمًا وَلا لُطْف الْحَبِيبِ يَنَالُهُ

أَمْسَى وَحِيدًا مُوحِشًا مُتَفَرِّدًا ... مُتَشَتِّتًا بَعْدَ الْجَمِيعِ عِيَالُهُ

أَمْسَى وَقَدْ دَرَسَتْ مَحَاسِنُ وَجْهُهُ ... وَتَفَرَّقَتْ فِي قَبْرِهِ أَوْصَالُهُ

وَاسْتَبْدَلَتْ مِنْهُ الْمَجَالِسُ غَيْرَهُ ... وَتَقَسَّمَتْ مِنْ بَعْدَهُ أَمْوَالُهُ

اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنًا لمصالحنًا واعصمنًا من قبائحنًا وذنوبنًا ولا تؤاخذنًا بما انطوت عليه ضمائرنًا واكنته سرائرنًا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.

(فَصْلٌ)

أخرج أبو نعيم وابن منده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء» .

وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذ مات لأحدكم الميت فأحسنوا

<<  <  ج: ص:  >  >>