للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَلْ عَنْهُمْ صَرْفَ الزَّمَان فَإِنَّهُ ... بِهِمْ مِنَ الدَّارِ الْمُحِيلَة أَعْلَمُ

أَفْنَاهُمْ رَيْبَ الزَّمَان وَهَذِهِ ... آثَارَهُمْ عِظَةٌ لَمَنْ يَتَوَسَّمُ

وَإِذَا رَأَيْتَ مُحَسَّدَيْنَ فَقَلَّمَا ... تَرْجِيهُمْ الأَحْدَاثُ حَتَّى يَرْحَمُوا

وَتَرَى تَقَلُّبُ هَذِهِ الدًّنْيَا بِنَا ... وَكَأَنَّنَا فِيهَا سُكَارَى نَوَّمُ

آخر: ... وَلَمَّا مَرَرْنَا بِالدِّيَارِ الَّتِي خَلَتْ ... فَهُنَّ لِفُقْدَانِ الأَنِيسِ نَوَاحِلُ

فَإِشْرَاقُهَا بَعْد الَّذِينَ تَحَمَّلُوا ... ظَلامَ وَضَحْوَاتُ النَّهَارِ أَصَائِلُ

أَثَارَ الْجَوَى عِرْفَانَهَا وَتَبَادَرَتْ ... عَلَى أَهْلِهَا مِنَّا الدُّمُوع الْهَوَامِلُ

أخرج الطيالسي وابن أبي شيبة في المصنف وأحمد بن حنبل وهناد بن السري في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن أبي حاتم وصححه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» . مرتين أو ثلاثًا.

ثم قال: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر.

ويجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>