للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تَفْخَرَنَّ بِدُنْيَا أَنْتَ تَارِكُهَا ... عَمَا قَلِيل تَزُورُ الْقَبْرَ واللَّحْدَا

وإذا حضره النزعة فليكثر من قول لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه فياله من ختام ويا له من طابع، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» .

ويستحضر أحاديث الرجال مثل حديث أبي ذر قال أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: «ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» . قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» . الحديث متفق عليه.

وحديث ابن عباس أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إن الذي تدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} . الآيتين _ ونزل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} . الآية ونحو هذه الآية والأحاديث التي سبقت.

شِعْرًا:

إِذَا أَتَى اللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ فِي ظُلَلٍ ... وَجِيءَ بِالأُمَمِ الْمَاضِينَ وَالرُّسُلِ

وَحَاسَبَ الْخَلْق مَنْ أَحْصَى بِقُدْرَتِهِ ... أَنْفَاسُهُمْ وَتَوَفَّاهُمْ إِلَى أَجَلِ

وَلَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِي غَيْرَ سَيِّئَةٍ ... تَسُوءُنِي وَعَسَى الإِسْلام يَسْلَمُ لِي

رَجَوْتُ رَحْمَةَ رَبِّي وَهِيَ وَاسِعَة ... وَرَحْمَةُ اللهِ أَرْجَى لِي مِنَ الْعَمَلِ

اللهم اجعل في قلوبنا نورًا نهتدي به إليك وتولنا بحسن رعايتك حتى نتوكل عليك وارزقنا حلاوة التذلل بين يديك فالعزيز من لاذ بعزك والسعيد من التجأ إلى حماك وجودك والذليل من لم تؤيده بعنايتك والشقي من رضي

<<  <  ج: ص:  >  >>