للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر: ... إِنِّي لأَشْكُو خَطْوبًا لا أُعِيِّنُهَا ... لِيَبْرَأُ النَّاسُ مِنْ عُذْرِي وَمِنْ عَذْلِي

كَالشَّمْعِ يَبْكِي فَمَا يَدْرِيِ أَعِبْرَتُهُ ... مِنْ صُحْبَةِ النَّارِ أَمْ مِنْ فُرْقَةِ الْعَسَلِ

ويستحب أن يقول لهم في وقت بعد وقت: متى رأيتم مني تقصيرًا في شيء انهوني عنه برفق ولطف لأن النفس تضعف في ذلك الوقت وأدوا إِلَيَّ النصيحة في ذلك فإني معرض للغفلة والسهو والكسل والإهمال فإذا قصرت فنشطوني وعاونوني على التأهب لهذا السفر البعيد والتغرب المخيف.

شِعْرًا: ... وَلَمْ تَتَزَوَّدْ لِلَّرِحِيلِ وَقَدْ دَنَا ... وَأَنْتَ عَلَى حَالٍ وَشِيكٍ مُسَافِرُ

فَيَا لَهْفَ نَفْسِي كَمْ أُسَوِّفُ تَوْبَتِي ... وَعُمْرِي فَانٍ وَالرَّدَى لِي نَاظِرُ

وَكُلُّ الَّذِي أَسْلَفْتُ فِي الصُّحُفِ مُثْبَتٌ ... يُجَازِي عَلَيْهِ عَادِلُ الْحُكْمِ قَادِرُ

آخر: ... لَهْفِي عَلَى عُمْرِي الَّذِي ضَيَّعْتُهُ ... فِي كُلِّ مَا أَرْضَى وَيُسْخِطُ مَالِكِي

وَيْلِي إِذَا عَنَتِ الْوُجُوهُ لِرَبِّهَا ... وَدُعِيتُ مَغْلُولاً بِوَجْهٍ حَالِكَ

وَرَقِيبُ أَعْمَالِي يُنَادِي قَائِلاً ... يَا عَبْدَ سُوءٍ أَنْتَ أَوَلَ هَالِكَ

لَمْ يَبْقَ مِنْ بَعْدِ الْغِوَايَةَ مَنْزِلٌ ... إِلا الْجَحِيم وَسُوء صُحْبَةِ مَالِكِ

آخر: ... تُخَرِّبُ مَعْمُورًا وَتُعَمِّرُ فَانِيًا ... فَلا ذَاكَ مَوْفُورٌ وَلا ذَاكَ عَامِرُ

وَهَلْ لَكَ إِنْ وَافَاكَ حَتْفُكَ بَغْتَةً ... وَلَمْ تَكْتَسِبْ خَيْرًا لِدَى اللهِ عَاذِرُ

أَتَرْضَى بِأَنْ تَفْنَى الْحَيَاةَ وَتَنْقَضِي ... وَدِينُكَ مَنْقُوصٌ وَمَالُكَ وَافِرُ

آخر: ... كَمْ ضَاحِك وَالْمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ ... لَوْ كَانَ يَعْلَمُ غَيْبًا مَاتَ مِنْ كَمَدِ

مَنْ كَانَ لَمْ يُؤْت عِلْمًا فِي بَقَاءِ غَدٍ ... مَاذَا تفكره فِي رِزْقٍ بَعَدَ غَدِ

آخر: ... كَفَى حَزَنًا أَنْ لا حَيَاةَ هَنِيَّةٍ ... وَلا عَمَلٌ يَرْضَى بِهِ اللهُ صَالِحٌ

فَامْهَدْ لِنَفْسِكَ وَالأَقْلامُ جَارِيَةٌ ... وَالتوب مُقْتَبَلٌ فَاللهُ قَدْ وَعَدَا

<<  <  ج: ص:  >  >>