.. (فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ لا يَخْدَعَكَ لامِعُهَا ... مِنْ الزَّخَارِفِ وَاحْذَرْ مِنْ دَوَاهِيهَا)
(خَدَّاعَةٌ لَمْ تَدُمْ يَوْمًا عَلَى أَحَدٍ ... وَلا اسْتَقَرَّتْ عَلَى حَالٍ لَيَالِيهَا)
(فَانْظُرْ وَفَكَّرْ فَكَمْ غَرَّتْ ذَوِي طيشٍ ... وَكَمْ أَصَابَتْ بِسَهْمِ الْمَوتِ أَهْلِيهَا)
اعْتَزَّ قَارُونُ فِي دُنْيَاهُ مِنْ سَفَهٍ ... وَكَانَ مِنْ خَمْرِهَا يَا قَوْمَ ذَاتِيهَا
يَبِيتُ لَيْلَتَهُ سَهْرَانٌ مٌنْشَغِلاً ... فِي أَمْرِ أَمْوَالِهِ فِي الْهَمِّ يَفْدِيهَا
وَفِي النَّهَارِ لَقَدْ كَانَتْ مُصِيبَتُهُ ... تَحُزُّ فِي قَلْبِهِ حَزًّا فَيُخْفِيهَا
فَمَا اسْتَقَامَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَلا قَبِلَتْ ... مِنْهُ الْوِدَادَ وَلَمْ تَرْحَمْ مُحِبِّيهَا
(ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى الْمَعْصُومِ سَيِّدِنَا ... أَزَكَى الْبَرَيَّةَ دَانِيهَا وَقَاصِيهَا)
(موعظة)
قال الله جل وعلا: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الاعتبار: النظر في الأمور ليعرف بها شيء من غير جنسها، والأبصار: العقول والمعنى تدبروا.
إخواني: الدنيا دار عبرة ما وقعت فيها حبرة إلا وردفتها عبرة أين من عاشرناه كثيرًا وألفنا، أين من ملنا إليه بالوداد وانعطفنا، أين من ذكرناه بالمحاسن ووصفنا ما نعرفهم لو عنهم كشفنا، ما ينطقون لو سألناهم وألحفنا.
وسنصير كما صاروا فليتنا أنصفنا، كم أغمضنا من أحبابنا على كرههم جفنا، كم ذكرتنا مصارع من فنِيَ من يفنى، كم عزيز أحببنا دفنَّاه وانصرفنا، كم مؤنس أضجعناه في اللحد وما وقفنا، كم كريم علينا إذا مررنا عليه انحرفنا.
ما لنا نتحقق الحق فإذا أيقنا صدفنا، أما ضر أهله التسويف، وها نحن قد سوفنا، أما التراب فلماذا منه أنفنا، ألام ترغنا السلامة وكأن قد تلفنا.
أين حبيبنا الذي كان وانتقل، أما غمسه التلف في بحره وارتحل أما