ج
وَيُدْرِكُهُ يَوْمًا وَإِنْ عَاشَ بُرْهَةً
قَضَاءً تُسَاوَى فِيهِ عَوْد وَمُرْضِعُ
فَلا يَفْرَحَنَّ يَوْمًا بِطُولِِ حَيَاتِهِ
لَبِيبٍ فَمَا فِي عَيْشِهِ الْمَرْءُ مَطْمَعُ
فَمَا الْعَيْشُ إِلا مِثْلُ لَمْحَةِ بَارِقٍ
وَمَا الْمَوتُ إِلا مِثْل مَا الْعَيْنُ تُهْجَعُ
وَمَا النَّاسُ إِلا كَالنَّبَاتِ فَيَابِسٌ
هَشِيمٌ وَغَضَّ إِثْر مَا بَادَ يَطْلَعُ
فَتَبَّا لِدَارٍ مَا تَزَالُ تُعُلُّنَا
أَفَاوِيقَ كَأْسٍ مَرَّةً لَيْسَ تَقْنَعُ
سِحَابُ أَمَانِيهَا جِهَامٌ وَبَرْقُهَا
إِذَا شِيمَ بَرْقٌ خَلْبٌ لَيْسَ يَهْمَعُ
تَغُرُّ بَنِيهَا بِالْمُنَى فَتَقُودُهُمْ
إِلَى قَعْرٍ مَهْوَاةٍ بِهَا بِالْمُنَى فَيُمْتَعُ
فَكَمْ أَهْلَكْتُ فِي حُبِّهَا مِنْ مُتَيِّمٌ
وَلَمْ يَحْظَ مِنْهَا بِالْمُنَى فَيُمْتِعُ
تُمَنِّيه بِالآمَالِ فِي نَيْلِ وَصْلِهَا
وَعَنْ غَيَّهِ فِي حُبِّهَا لَيْسَ يَنْزِعُ
أَضَاعَ بِهَا عُمْرًا لَهُ لَيْسَ رَاجِعًا
وَلَمْ يَنَلْ الأَمْرُ الَّذِي يُتَوَقَّعُ
فَصَارَ لَهَا عَبْدًا لِجَمْعِ حُطَامِهَا
وَلَمْ يَهِنْ فِيهَا بِالَّذِي كَانَ يَجْمَعُ