وَلَوْ كَشَفَتْ الأَجْدَاثِ مُعْتَبِرًا لَهُمْ
لِيَنْظُرَ آثَار الْبَلَى كَيْفَ يَصْنَعُ
لَشَاهَدَ أَحْدَاقًا تَسِيلُ وَأَوْجُهًا
مُعَفَّرَة فِي التُّرْبِ شُوْهًا تَفْزِّعُ
غَدَتْ تَحْتَ أَطْبَاقِِ الثَّرَى مُكْفَهِرَّةً
عَبُوسًا وَقَدْ كَانَتْ مِنْ الْبِشْرِ تَلْمَعُ
فَلَمْ يَعْرَف الْمَوْلَى مِنَ الْعَبْدِ فِيهِمْ
وَلا خَامِلاً مَنْ نَابِهِ يَتَرَفَّعُ
وَأَنَّى لَهُ عِلْمٌ بِذَلِكَ بَعْدَمَا
تَبَيَّنَ مِنْهُمْ مَا لَهُ الْعَيْن تَدْمَعُ
رَأَى مَا يَسُوءُ الطَّرْف مِنْهُمْ وَطَالَمَا
رَأَى مَا يَسُرُّ النَّاظِرِينَ وَيَمْتِعُ
رَأَى أَعْظُمًا لا تَسْتَطِيعَ تَمَاسُكَا
تَهَافَتْ مِنْ أَوْصَالِهَا وَتَقَطَّعُ
مُجَرَّدَةً مِنْ لَحْمِهَا فَهِيَ عِبْرَةٌ
لِذِي فِكْرَةٍ فِيمَا لَهُ يَتَوَقَعُ
تَخُونُهَا مَرَّ اللَّيَالِي فَأَصْبَحَتْ
أَنَابِيبَ مِنْ أَجْوَافِهَا الرِّيحُ تُسْمَعُ
إِلَى حَالَةٍ مُسَوَّدَةٌ وَجَمَاجِمٍ
مُطَأْطَأَةٍ مِنْ ذِلَّةٍ لَيْسَ تَرْفَعُ
أُزِيلَتْ عَنِ الأَعْنَاقِ فَهِيَ نَوَاكِسٌ
عَلَى التُّرَابِ مِنْ بَعْدِ الْوَسَائِدِ تُوضَعُ
جج