للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: ولا يشهد لأحدٍ بالجنة إلا من شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو اتفقت الأمة على الثناء عليه.

وقيل يشهد به لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وغيرهم.

وكان أبو ثورٍ يشهد لأخمد بن حنبل بالجنة وبالتالي فإذا شهد عامة المؤمنين ممن تقبل شهادتهم ويوثق بدينهم وأمانتهم وكلامهم من أهل الصدق والفضل والورع لرجل بالخير فهو برهان ودليل على حسن حاله والله أعلم ولا عبرة بثناء الفسقة والفجرة لأنهم قد يثنون على من كان مثلهم ولا من كان بينه وبين الميت عداوة. لأن شهادة العدو لا تقبل على عدوه.

قال ابن القيم رحمه الله:

لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا بأهلها، وخداع الأمل لأربابه، وتملك الشيطان، وقيادة النفوس، رأوا الدولة للنفس الأمارة، لجئوا إلى حصن التضرع والإلجاء، كما يأوي العبد المذعور إلى حرم سيده.

شهوات الدنيا كلعب الخيال، ونظر الجاهل مقصور على الظاهر، فأما العقل فيرى ما وراء الستر. لاح لهم المشتهى، فلما مدوا أيدي التناول بان لأبصار البصائر خبط الفخ، فطاروا بأجنحة الحذر، وصوبوا إلى الرحيل الثاني (يا ليت قومي يعلمون) .

تلمح القوم الوجود ففهموا المقصود، فأجمعوا الرحيل قبل الرحيل، وشمروا للسير في سواء السبيل، فالناس مشتغلون بالفضلات، وهم في قطع الفلوات، وعصافير الهوى في وثاق الشبكة ينتظرون الذبح.

«وقع ثعلبان في شبكة. فقال أحدهما للآخر: أين الملتقى بعد هذا؟ فقال: بعد يومين في الدباغة» . تالله ما كانت الأيام إلا منامًا فاستيقظوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>