للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنساء المرور معه فأجاب إذا كان للناس طريق على المقبرة ومرت معه امرأة وسلمت فلا بأس لأنها لا تسمى زائرة. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وسلم.

شِعْرًا:

وَلَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايَةَ جَانِبًا ... تُصَانُ بِهِ تِلْكَ الْجُسُوم وَتُكْرَمُ

وَجَدْتُ لَهَا طِيبًا وَرُوحًا وَرَاحَةً ... كَأَنِّي لأَنْفَاسِ الصِّبَا أَتَنَسَّمُ

فَقُلْتُ لَصْحِبِي مَا الَّذِي أَمْرَجْتُ لَهُ ... مَقَابِرُ مِنْهَا لا طِىءٌ وَمُسَنَّمُ

فَأَوْهَمْتُهُمْ أَنّي جَهِلْتُ وَأَنَّنِي ... لأَدْرِي بِذَاكَ الأَمْر مِنْهُم وَأَفْهَمُ

فَقَالُوا طَلَبْنَا عِلْمَ ذَاكَ فَلَمْ نَجِدْ ... سِوَى رِمَمٍ مِمَّنْ تُحِبُّ وَتُعْظِمُ

تَضَوَّعَ بَطْنُ الأَرْضِ مِنْهَا كَأَنَّمَا ... تَفَتَّقَ مِنْ دَارَيْنِ مِسْكٌ مُخَتَّمُ

فَفَاضَتْ دُمُوعِي عِنْدَك ذَاكَ وَرُبَّمَا ... تَشْهر بِالدَّمْعِ السّرَارِ الْمُكْتَمُِ

خَلِيلِي مَا بَالِي وَبَالَ مَصَائِبُ ... يراع لذاكرَاهَا فؤادِي وَيَكْلَمُ

وَمِمَّا شَجَانِي وَهُوَ أَعْظَمُ أَنَّنِي ... قَذَفْتُ بِهَا مُسْوَدَّةَ الْجَوْفِ تَلْطِمُ

وَلَمْ أَدْرِ مَا كَانَتْ تَحِيَّةَ خِصْمِهِ ... لَهُ هَلْ بِبُشْرَى أَمْ بِشَعْنَاءِ تَقْصِمُ

وَأَعْظَمُ مِنْهُ مَوْقِعًا وَأَشَدُّهُ ... وَمَا خَصَّنِي أَدْهَى عَلَيَّ وَأَعْظَمُ

بِأَنِّي فِي تِلْكَ الْمَسَالِكِ سَالِكٌ ... أُسَاقُ إِلَيْهَا إِنْ أَبَيْت وَأُرْغَمُ

وَمَا أَنَا أَدْرِي مَا أُلاقِي وَمَا الَّذِي ... عَلَيْهِ إِذَا مَا كَانَ ذَلِكَ أَقْدَمُ

فَهَلْ مِنْ دَمٍ ابْكِيهِ صرفنا فَإِنَّمَا ... يَبْكِي عَلَى هَذَا مِنْ الْمُقْلَةِ الدَّمُ

اللهم أعطنا من الخير فوق ما نرجو واصرف عنا من السوء فوق ما نحذر. اللهم علق قلوبنا برجائك واقطع رجاءنا عمن سواك. اللهم إنك تعلم عيوبنا فاسترها وتعلم حاجتنا فاقضها كفى بك وليا وكفى بك نصيرًا يا رب العالمين اللهم وفقنا لسلوك سبيل عبادك الأخيار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>