للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع اكتساب وزر فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك أن تطلبه وقد نأى عنك ألهمك الله عند المصائب صبرًا وأحرز لنا ولك بالصبر أجرًا وكتب إليه يقول:

إِنِّي مُعَزِّيَكَ لا أَنِّي عَلَى ثِقَةٍ ... مِنَ الْحَيَاةِ وَلَكن سُنَّةُ الدِّينِ

لَيْسَ الْمُعَزِي بِبَاقٍ بَعْدَ مَيْتِهِ ... وَلا الْمُعَزِي وَإِنْ عَاشَا إِلَى حِينٍ

وَعَزَّى رَجُلٌ عُمر بن عبد العزيز فقال:

تَعَزَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ ... لَمَّا قَدْ تَرَى يُفْدى الصَّغِير وَيُولَدُ

هَلْ ابْنَكَ مِنْ سُلالَةِ آدَم ... لَكُلّ عَلَى حَوْضِ الْمَنِيَّةِ مُورِدُ

فقال: ما عزاني أحد بمثل تعزيتك.

وكتب رجل إلى بعض إخوانه يعزيه بابنه: أما بعد فإن الولد على والده ما عاش حزن وفتنة فإذا قدمه فصلاة ورحمة فلا تحزن على ما فاتك من حزنه وفتنته ولا تضيع ما عوضك الله تعالى من صلاته ورحمته.

وقال محمد بن المهدي لإبراهيم بن سلمة وعزاه بابنه: أسرك وهو بلية وفتنة وأحزنك وهو صلاة ورحمة واعلم يا أخ إن كل المصائب التي تمر على الإنسان تهون إلا مصيبة الدين لا ينجبر كسرها كما قيل:

وَكُلُّ كَسْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَجْبُرُهُ ... وَمَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِّينِ جُبْرَانٍ

وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه وألهمنا وإياك الرضا بقضائه وقدره ويحرم الندب وهو تعداد محاسن الميت بلفظ النداء مع زيادة ألف وها في آخره واسيداه واجبلاه وانقطاع ظهراه والنياحة هي رفع الصوت بذلك برنة وهي محرمة أيضًا قالت أم عطية: أخذ علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - في البيعة أن لا ننوح. متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>