وفي صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن النائحة والمستمعة ويحرم شق الثوب ونحوه ويحرم لطم الخد والصراخ ونتف الشعر ونشره لما ورد عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» .
وعن أبي بردة قال: وجع أبو موسى وجعًا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله، فصاحت امرأة من أهله فلم يستطيع أن يرد عليها شيئًا فلما أفاق قال: أنا بريء ممن برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئ من الصالقة والحالقة والشاقة.
وعن المغيرة بن شعبة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنه:«من ينح عليه يعذب بما نيح عليه» . وفي صحيح البخاري عن النعمان بن بشير قال: أغمى على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي واجبلاه واكذا واكذا تعدد عليه. فقال حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا قيل أنت كذلك فلما مات لم تبك عليه.
وعن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«الميت يعذب ببكاء الحي إذا قالت النائحة: وا عضداه وا ناصراه وا اكسياه جبذ الميت وقيل له: أنت عضدها أنت ناصرها أنت كاسيها» . رواه أحمد.
وسن أن يصلح لأهل الميت طعامًا يبعث به إليهم ويكره لهم فعله للناس لما ورد عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي أبي حين قتل قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم» . رواه الخمسة إلا النسائي قال الزبير: فعمدت سلمى مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى شعير وأدمته بزيت جعل عليه وبعثت به إليهم.
ويروى عن عبد الله بن أبي بكر أنه قال: فما زالت السنة فينا حتى تركها