للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخشاش كأنها الأنابيب، ورأيت ما كان مجتمعًا متفرقًا رميمًا ورأيت الصديد والقيح يجري فيا له من منظر ما أفزعه ويا له من سفر ما أطوله.

والعجب ممن يزور القبور ويسمع ذلك ويصدق به ويأكل ويشرب وينام مطمئنًا ما كأنه سيساكنهم عن قريب، ماتت القلوب فأصبحت لا تنتفع بالوعظ والتذكير ولا بزاجر الموت وهو أبلغ زاجر للأحياء، فزر يا أخي القبور معتبرًا وانتبه من هذه الغفلة، الموت مهما مد في عمرك لابد أن يأتيك فكن منه على حذر فإنه لا يؤمن أن يفجأك وأنت سارح في أودية الدنيا. وما أكثر موت الفجأة في زمننا بواسطة السيارات والقز والكهرباء والطائرات ونحو ذلك.

شِعْرًا: ... تَحُومُ عَلَيْنَا لِلْمَنَايَا حَوَائِمُ

كَأَنَّا حُبُوبُ وَالْحَمَامُ حَمَائِمَ

وَلَمْ أَرَ كَالدًّنْيَا حِبَالَة صَائِدٍ

تَرَى النَّمْلَ فِي إِشْرَاكِهَا وَالضَّرَاغِمُ

وَلَوْ عَلِمَتْ مِنْهُ الْبَهَائِمُ عِلْمَنَا

إِذَا هَزَلَتْ خَوْف الْمَنُونِ الْبَهَائِمُ

حَيَاةٌ وَمَوْتٌ ذَا لِذَاكَ مُبَايِنٌ

وَبَيْنَهُمَا لِلنَّائِبَاتِ تَلازُمُ

فَيَا صَاحِبِي رَافِقْ رَفِيقًا يَمَانِيًّا

فَإِنَّكَ لِلْبَرْقِ الشَّامِي شَائِمُ

وَنَادِمْ نَدَامَاكَ التُّقَا وَصِحَابَهُ

فَإِنَّكَ يَوْمًا لِلْمَنَايِا مُنَادِمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>